ما يحدث هو «شرارة» لن يسهل إخمادها!.. هذا ما يراه الجاسم
زاوية الكتابكتب نوفمبر 4, 2012, 12:54 ص 2903 مشاهدات 0
الكويتية
الميزان / مصلحة الشعب والأسرة
محمد عبد القادر الجاسم
بتاريخ 19/5/2006 نشرت في موقع «ميزان» مقالا رأيت أن أنقل هنا مقتطفات منه مع بعض الاختصار، فما أشبه اليوم بالبارحة. كتبت قائلا:
«لن أستغرب إذا جاء في التقارير الأمنية التي قدمت لكبار المسؤولين في الدولة معلومات مشوهة ومغلوطة عن عمد حول «حركة الشباب» والشعارات التي رفعوها والهتافات التي صاحوا بها.. بل إنني أكاد أجزم أن التقارير الأمنية اختزلت الاحتجاج الشعبي بأنه مجرد تحركات لأولاد يتحكم بهم النائب الفلاني أو الجهة الفلانية. وهذا النوع من التقارير الأمنية هو الذي يضلل أصحاب القرار فتراهم يرتكبون الخطأ تلو الآخر حتى تبلغ الأمور مبلغا يجبرهم ويجبر البلاد على دفع أثمان غالية».
«إن خروج الشباب إلى الشارع ورفع شعارات معادية للحكومة هو مجرد «عينة» لما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب.. نعم فالأمور تسير نحو تصاعد رد الفعل الشعبي لا بسبب العبث الحكومي في موضوع الدوائر الانتخابية فقط بل بسبب تفشي الإحباط واليأس في نفوس الشباب، وبسبب تحكم مؤسسة الفساد والإفساد في كل القرارات المهمة في الدولة.. فرموز هذه المؤسسة باتوا يتحكمون في المعلومات التي تصل إلى أصحاب القرار».
«إن القضية الأساسية والجوهرية في الاحتجاجات الشعبية ليست الدوائر الانتخابية بل سيطرة مؤسسة الفساد والإفساد على أمور البلاد، فلنجعل التحرك الشعبي الحالي تحركا في مواجهة المفسدين وليصل صوت الشباب إلى صاحب القرار إلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي نريد منه أن يمارس دور الحكم بين الشعب والمفسدين، وهو دور سوف يصب في مصلحة الشعب حتما».
«إنني أتمنى من أصحاب الحكمة أن يتمعنوا فيما يحدث، وأن يعوا أن الأمر ليس مجرد «أولاد» يحركهم طرف ما.. إنني أتمنى من أصحاب الحكمة إدراك أن ما يحدث هو «شرارة» لن يسهل إخمادها.. فالقضية ليست قضية دوائر انتخابية بل هي قضية إحباط ويأس في مرحلة بات يتحكم الفساد فيها في كل شيء.. فانزعوا الفتيل. إن كرامة الأسرة الحاكمة كانت ولم تزل من كرامة الشعب الكويتي، فلا تجعلوا لكم أجندة خاصة تبعدكم عن شعبكم ولا تدعوا من انحرف من «عيالكم» ومن له مصالح اقتصادية ويسعى «لوراثة حكمكم» يباعد بيننا وبينكم، ولا تفصلوا كرامة النظام عن كرامة الشعب.. وإن فعلتم ذلك فإنكم إنما تجعلون كرامة النظام على المحك. إن مصلحة الأسرة الحاكمة ومصلحة الكويت واحدة ولا تقبل القسمة.. فتخلصوا ممن يريد أن يقسم هذه المصلحة على «ثلاثة»!
تعليقات