وضحة المضف ترى أن زواج المصالح بين 'الاخوان' وأميركا لا تخطئه العين
زاوية الكتابكتب نوفمبر 4, 2012, 12:16 ص 1608 مشاهدات 0
الراي
الرسم بالكلمات / حابل الإصلاح ونابل الإخوان المسلمين
وضحة أحمد جاسم المضف
كل ما يحدث في العالم العربي في عهد الإمبراطورية الأميركية والتي استطاعت النفاذ إلى أقطارنا عبر ما يسمي بــ «مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط» المعروفة اختصارا بــ «ميبي» التي أطلقتها الخارجية الأميركية منذ عشر سنوات وتحديدا في ديسمبر 2002 ويتضمن برنامج «ميبي» مساعدة المنظمات الأهلية في المنطقة، وقد تم افتتاح عدة مكاتب إقليمية في الوطن العربي وما يهمني تسليط الضوء عليه هو المكتب التابع لها في أبوظبي والموجه تحديدا لدول الخليج لخلق ذراع لها داخل المنطقة لتفتيت الداخل الخليجي وتقسيمه ليسهل الانقضاض عليه، حيث ترى أميركا أن المخطط الذي بدأت به بسرية تامة منذ الثمانينات على يد الصهيوني المعروف «لويس برنارد» أقل تكلفه من الغزو المباشر والاحتلال، وهذا ما حدث بالفعل فزواج المصالح بين التيارات الإسلامية «الاخوان المسلمين» وأميركا منذ اندلاع ثورة تونس لا تخطئه العين.
في مقدمة التقرير الخاص للخارجية الأميركية عام 1983 يصف وزير الخارجية الأسبق جورج شولتز برنامج المعونات الأميركية أنها أداة أساسية من أدوات السياسة الخارجية، ويرتبط ارتباطاً مباشراً بأمن أميركا القومي، حيث يربط شولتز المساعدات الأميركية بشروط غير معلنة أهمها التدخل في نظام الدول وتغيير السياسات والأولويات الوطنية والتآمر على سيادة واستقلال الدول والانتقاص منها عن طريق اختراق النخب السياسية والفكرية لخلق طبقة من المنتفعين توظفها أميركا في مخططاتها لإعادة هندسة الدول العربية بما يخدم المصالح الأميركية.
أما الكاتب الأميركي والضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية فيليب آجي فرفع الغطاء ليكشف عن ثلاثة أشكال تستخدمها الوكالة لاختراق منظمات المجتمع المحلي في البلدان العربية خاصة، فالشكل الأول هو دعم وتمويل منظمات قائمة بالفعل لمحاولة التأثير عليها لاتخاذ مواقف تخدم السياسات الأميركية وتتماشى معها، والشكل الثاني هو التجنيد الاستخباراتي لعدد من الرموز السياسية للبلد المستهدف، وتمويلهم لصناعة واجهات منظمات مجتمع مدني ترفع شعارات التغيير السياسي وحماية الأقليات الدينية والعرقية وتمكين المرأة والشفافية والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات للتلبيس على الناس بوحي من الأجندات السياسية الأميركية والتسويق لها على نطاق واسع، أما الشكل الثالث هو إقامة مؤتمرات دولية وإشراك منظمات الدول العربية التي ترفع شعارات حقوق الإنسان في بلدانها «دعم معنوي»، وتوظيف القائمين على تلك المنظمات كمستشارين وأكاديميين في مؤسسات أميركية ودولية بهدف إعطائهم مواقع مؤثرة في الرأي العام ببلدانهم، وتوجيههم بشكل غير مباشر في خدمة المصالح الأميركية بتحويلهم إلى طابور خامس ضد مجتمعاتهم وأوطانهم باستغلال قناعاتهم الشخصية الممزوجة بمصالحهم الخاصة.
لم أكن لأخوض في هذا، ولكن ما يحدث في الكويت من مطالبات بإصلاح سياسي حقيقي اختلطت بأجندات الاخوان المسلمين بتنظيم عالي المستوى برعاية أميركية خبيثة ونبرئ الذمة ونحذر من تهوين الخطر الداهم على أمن الوطن، فالخلايا الإخوانية النائمة منتشرة في كل مفاصل الدولة، وإن لم يتم التعامل مع تلك الخلايا بالسرعة الفائقة وحسمها أمنيا سيصل «الاخوان المسلمين» لمواقع القرار الحساسة، وينطوي هذا على الدعوة لبتر الذراع الإخوانية الخفية للاستخبارات الأميركية عن طريق إحلال العمالة وتنويعها، ونحذر الشباب من الحراك السلبي، ولعمري أنها لكبيرة من الكبائر أن يكون الحراك مغنما وليس مسؤولية وطنية، فالمطالبة بالإصلاح السياسي باتت واضحة أنها شماعة الاخوان المسلمين وهذا لا يختلف عليه عاقلان.
تعليقات