محمد العوضي مخاطبا وزير الداخلية، :خطواتك الجادة في محاربة المال السياسي (الرشوة) دليل على صدقك، وصمودك على محاربة الفساد

زاوية الكتاب

كتب 464 مشاهدات 0



 

 

يا وزير الداخلية

من الخطورة بمكان أن تستبد مشاعر الاحباط بالناس لدرجة اليأس التام من قدرة الحكومة على محاصرة المشكلات الكبرى في البلاد ومحاولة ولو التخفيف من الأزمات المصيرية التي تهدد مستقبل البلد، ان هذا اليأس ينعكس سلباً في رؤية المواطن لمفهوم المواطن ومفهوم الوطن، فتراجعت لدى المواطنين الأهداف الكبرى وأهمية حراسة مقدرات البلد المادية ومكاسبه السياسية وأمنه الاجتماعي ومفاهيم العدالة والحرية... الخ، لتتحول رؤية إما فردية أو فئوية محصورة في تحقيق مكاسب آنية على حساب حقوق مشاركيه في المواطنة ومهما أضرت بالكيان العام حتى لو وصل الضرر بالسيادة... في ظل هذه الموازنات التي تتفاعل في قلوب الناس وعقولهم نشر الإعلام المرئي والمقروء خبر «مئات من بائعي الأصوات إلى النيابة تباعاً»، وكانت المانشيتات اللافتة بالخط العريض تقول: (النيابة أمرت بحجز الموقوفين وطلبت ضبط واحضار المتهمين بنقل الأموال وكل من وجدت جنسيته او اسمه على قائمة «البيع» (سعر الصوت في الدائرة الخامسة 500 دينار يسلم نصفها والباقي في يوم الانتخاب ووضع اليد على خزنة بداخلها 60 ألف دينار ومغلفات جاهزة للتسليم).
(نظام الشراء في الدائرة الثالثة. القسم على المصحف أمام منقبتين ثم تسلم الـ 500 دينار)، جريدة «الراي» عدد أمس الثلاثاء.
وزير الداخلية من أكثر الوزراء الموضوعين تحت المجهر والكشافات المضيئة منذ شهور لسخونة الأحداث ولمسؤوليته المباشرة تجاهها... وكان الخلاف حاداً حول الوزير واجراءاته المتخذة ضد ما تعرفونه من أحداث قبل حل البرلمان وبعده، وفي الآونة الأخيرة بدأ نجم الوزير يزداد صعوداً ويكسب ثقة الناس وأكثر التيارات ابتداءً بإرجاعه لكرامة رجال الأمن المعتدى عليهم وملاحقة كل متطاول عليهم. وانتهاء بالخطوة المفصلية التي اتخذها ضد فساد المال السياسي وملاحقة الراشين والمرتشين وعصاباتهم، هذه الخطوة بهذا الحجم وتوعد الآخرين هو  الانجاز الذي عجز عنه كل من سبق ان تولى هذه الوزارة فالمال السياسي يفسد المزاج الشعبي، ويجعل الناس يكفرون بالحكومة أولاً، وسيخرج به نواب همهم المناقصات وتخريب كل قانون يحمي البلاد والعباد... يا وزير الداخلية كانت القوى السياسية تقول ان كان وزير الداخلية جاداً في الاصلاح فليحارب فساد المال السياسي كما حارب الفرعيات وإذا فيه شدة وفزعة فليطبق هذا على أكبرها وأسمنها، وما حصل في اليومين الماضيين من خطوات جادة وصارمة في محاربة المال السياسي (الرشوة) دليل على صدقك، وصمودك على محاربة  الفساد هو الذي يسجل لك في تاريخك بل وللحكومة ويعطينا بصيصاً من أمل في ظل الاحباطات المتتالية... فالوطن يرجوك أن تكمل المسير بنفس القوة... وفقك الله.

محمد العوضي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك