خليفة الخرافي يدافع عن شباب 'كرامة وطن'

زاوية الكتاب

كتب 1828 مشاهدات 0


الشباب غاضبون ونحن أيضاً غاضبون ومتألمون

حسبنا الله ونعم الوكيل، والله يهدي من اوصل الامور الى هذا الحد من المواجهة والتصعيد، من يصدق ان وطناً لم يقصر مع ابنائه وقياداته بالعطاء والخير الى درجة انه يحسب من افضل شعوب العالم تنعماً بالخيرات والحرية، فهم محشومون مخدومون محسودون من شعوب العالم قاطبة فكيف يثورون كما تفعل شعوب مقهورة جائعة؟
 
قالها تاجرنا البحار متحسراً على ما آلت اليه الأمور، فهو يرى ان غضب الشباب محق، فقد طفح الكيل وزاد الفساد لدرجة أصبح اللص والمرتشي مقدرين محشومين في هذا البلد، بينما في دولة القانون يقبع هؤلاء في السجون مهانين ذليلين. ولا يلام الشباب على غضبهم ليأسهم من الاصلاح، فالكثير من المشاريع متعطلة والعديد من الدراسات مهملة، وما زاد الطين بلة ان القوانين لا تطبق، فضاعت هيبة الدولة فتجرأ عليها كل من هب ودب بسبب ضعف السلطة التنفيذية وهوانها، وما زاد الامور سوءاً وخراباً هو صراع بعض ابناء الاسرة من اجل مناصب زائلة، فعاث في الأرض فساداً نواب يدعون الاصلاح وهم يخربون الوطن ويكسرون القانون بألوف من وساطاتهم الجائرة، او لهوس بعضهم في كرسي يرى انه يحرق الكويت ومن فيها من اجله، فتوقف حال الوطن، فلا يلام الشباب في غضبهم ولا نلام على حسرتنا جميعا مع شباب مسيرة «كرامة وطن»، لن نسمح لسلطة تنفيذية فشلت وتخبطت بسبب جبنها وعدم قدرتها على المبادرة والمواجهة لاصلاح الوطن وتطويره، كما لن نسمح لنواب معارضة متهورة جاهلة تدعي الاصلاح وهي كاذبة.
 
فتساءل تاجرنا البحار: هل من يرغب في اصلاح جاد وصادق يقوم بكسر القوانين والنظم واللوائح ليلاً ونهاراً من اجل تمرير مئات الوساطات الجائرة والتي تأخذ حق من له الاولوية والأكثر كفاءة، والذي تنطبق عليه الشروط كاملة، فيأخذ الفرصة، من لم تتوافر فيه الشروط كاملة سواء لابتعاث مدعي المرض للعلاج في الخارج، او ادخال من لا تنطبق عليه الشروط للقبول بالكلية العسكرية أو كلية الشرطة، او لترقية من لا يستحق الترقية والتوسط في امور كثيرة غير قانونية لا حصر لها؟.
 
ماذا يريد شباب مسيرة «كرامة وطن» المحق في غضبه؟ يريد سجن كل مرتش فاسد، يريد منع وساطات جائرة ضد القانون لنواب معارضة وبصامة ومتنفذين، شبابنا يطالب بايقاف نهب ثروات الشعب من خلال بعض المتنفذين الفاسدين، شبابنا يطالب بتطوير خدمات طبية، شبابنا يطالب بتطوير التعليم، شبابنا يطالب بانجاز المشاريع الاسكانية، شبابنا يريد وطناً مستقراً آمناً.
 
إن شباب مسيرة «كرامة وطن» لا يهمه حزب او قبيلة او تكتل او شيخ له حساباته وطموحاته، بل هم شباب يطالبون بايقاف الفساد والوساطات الجائرة المخالفة للقانون، وتطوير الوطن واصلاحه بتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير، وتنفيذ مشاريع ودراسات متعطلة ومهملة وحكومة الكترونية لا وجود لها، فهل طلبات الشباب صعبة ومن الاستحالة الوصول اليها؟
 
فشباب مسيرة «كرامة وطن» يرفض كل شيء، يرفض سلطة تنفيذية خربت وطناً بتهاونها وضعفها، يرفض اغلبية معارضة دمرت وطناً بوساطتها الجائرة وتقصيرها لأكثر من 15 سنة، بتشريع قانون الذمة المالية، كما يرفض بشدة ويطالب بردع وحزم وصرامة وفي الحال صراعات بعض ابناء الاسرة الذين جرأوا الآخرين فأصبحوا يجولون ويصولون في الوطن ويعيثون فيه فساداً.
 
شباب مسيرة «كرامة وطن» هم شباب صادق جاد مؤمن بوطن دون فساد، لا يثق بسلطة بسبب ضعفها وتخبطها ادت الى بروز معارضة متهورة زادت الفساد بوساطتها الجائرة وعدم تشريعها قانون الذمة المالية.
 
ابدى تاجرنا البحار فخره واعتزازه بهؤلاء الشباب، مقرناً فخره بتساؤل يفرض نفسه: هل شباب الكرامة يريدون اكل العنب ام يريدون قتل الناطور؟ كما يقال بالامثال.
 
تمنى تاجرنا البحار من الجميع ان يتعوذوا من الشيطان الرجيم سلطة وشباباً، فلنتق الله في وطن طيب معطاء اكرمنا جميعاً، ولا تكونوا كالدب الاحمق الذي اراد قتل ذبابة فضرب صاحبه بحجر كبير وقتله. وليترك الجميع العناد والتعنت، ومطلوب منا جميعا التضحية من اجل الوطن، ليست الحلول في المسيرات الحماسية فقط، فكما نحتاج الى همة الشباب وحماسهم نحتاج منهم ايضا الى التأني والحكمة حتى لا يكونوا هم سبب دمار الوطن، فالامور معقدة شائكة محلياً واقليميا، وهي ليست سهلة، فقد تخرج الامور عن السيطرة ونخسر جميعاً سلطة وشعباً وشباباً، ومؤكد انه ستستفيد من هذه الفوضى فئات لها اجندتها. لسنا شعباً جائعاً لنثور، بل نحن شعب مرفه مخدوم محشوم تحسدنا شعوب العالم.
 
ان اخطر الامور هو اللعب بالنار، فهو لا يحرق الايادي فقط بل يحرق اوطاناً. ليس من الحكمة الاندفاع غير محسوب العواقب.
 
نحذر شبابنا ان مسيرة الكرامة فيها الغث والسمين، فعليهم الحذر. هل هم قادرون على السيطرة على هذه الجموع التي بعضها له غاياته واهدافه ومآربه؟ يجب ان يعيدوا النظر في استراتيجيتهم فهو امر جلل ليس بالسهل ولا بالهين.
 
وحذر تاجرنا البحار الشباب الا ينخدعوا والا يقبلوا بخلط الاوراق، والا يكونوا مطية لغايات رخيصة ودنيئة ليست لمصلحة استقرار الكويت العزيزة الغالية، يجب ان تفرزوا المواقف والكتل والا تلوثوا ثوبكم الابيض بدنس ذئاب تنهش جسد الوطن لوساطات جائرة ولكرسي زائل.
 
كما نبه تاجرنا البحار شباب مسيرة الكرامة، وهو المحب لهم المشفق عليهم، الا يظنوا ان الكم الرهيب للذين احتشدوا في المسيرة يتبنى افكاركم السامية النبيلة ضد الفساد، فانتم مخطئون، بل هم يدافعون عن وضع فاسد يحقق لهم سيطرتهم على مقاليد الدولة بادعائهم الاصلاح وهم ابعد الناس عنه، بل هم شر مستطير يريدون ان يصولوا ويجولوا في الدولة ويعيثوا فيها فسادا وليفعلوا ما يشاؤون دون حسيب او رقيب فلا تغتروا بهذه الحشود.
 
فمع تعاطف تاجرنا البحار الشديد مع الشباب ومطالبهم المحقة، ويأسهم من الاصلاح لتخبط سلطة تنفيذية وضعفها امام معارضة تتوسط وتقصر في تشريع قوانين ضد الفساد، مما ادى الى ثورتهم، فان ما ساء كثيراً تاجرنا البحار واحزنه بل اغضبه هو عبارات اطلقها الشباب بأسلوب لا يليق بأحد، ولم نتعود عليه في مخاطبة حكامنا، وان كنا نعلم ان السلطة ونواب معارضة ونوابا بصامة منعمون في قصورهم وفللهم الفخمة، وشباب الكويت ما زال ينتظر دوره في السكن، يجب على السلطة التنفيذية احتواء الشباب ولا يتم ذلك بالقمع والبطش، فهي ستكون الخاسر الاكبر، عليها باستخدام الحوار مع شبابنا لاعادة الثقة التي فقدها.
 

***

اخطر آفة على الامم من يدعي محاربة فساد وفي الوقت نفسه يكسر قانونا لوساطات جائرة.
 
هل يعقل ان من يطالب بالاصلاح ويحارب الفساد ويطالب بتطبيق القانون يقوم يكسر هذا القانون من الصبح الى المساء لألوف الوساطات الجائرة؟
 
انها معارضة متخلفة فوضوية مخربة لا يرجى منها خير، تعتمد قوتها في خلط حق في باطل وسم في دسم، فلا بارك الله فيها من قوة.
 

***

شباب مسيرة «كرامة وطن» وهم شباب يتميزون بالصدق والوطنية ومطالبهم محقة، فهم شباب لم يتلوثوا بفزعات على الحق والباطل، او يتمصلحوا او يتكسبوا بالباطل، خطأهم الكبير انهم تركوا نواب معارضة اشتهروا بوساطتهم المخالفة للقانون فجعلوهم واجهة لهم، وهذه خطيئة كبيرة، إن ما نحاول القيام به هو اطفاء الحريق وليس زيادة اشتعاله، فنحن كمن يسير في حقل مملوء بالالغام، ندعو الله ان يسترنا بستره ويحفظ وطننا الغالي من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.
 

***

من واجب مسيرة «كرامة وطن» ان يشكروا سمو الامير على اصداره مرسوم ضرورة لقانون الذمة المالية الذي يكشف المرتشي، سواء كان وزيراً او قيادياً أو نائباً أو رئيساً لمجلس الامة او رئيسا للوزراء أو العاملين في السلطة القضائية، فلقد عجزت كل من الحكومة والمعارضة عن اصداره منذ سنوات طويلة، وهذه خطوة ايجابية سامية من سموه حققت مطلباً مهماً من مطالب شباب مسيرة «كرامة وطن» يجب على الشباب ان يقدروا هذه المبادرة السامية بامتنان كبير.
 
وقد وعد سمو الأمير واوفى بوعده بتنفيذ جميع المشاريع المتعطلة والدراسات المهملة.


***

اصلاح الكويت لتكون أفضل واجمل سهل جداً.. نحتاج الى حكومة ونواب يقرنون القول بالفعل وهمتهم عالية، يتميزون بالامانة والنزاهة والحكمة والرقي في الطرح، لا يصلح الوطن بنواب يكسرون قانونا لوساطاتهم مستخدمين صراخاً وصيحة وتهديداً ووعيداً ليخيفوا وزراء يرتعدون منهم.
 

***

من قاطع الانتخابات، وانا منهم، يجب ان يحترم قراره، ومن قرر المشاركة في الانتخابات يجب ان نحترم قراره ونتفهم اسبابه.
 
فيجب الا يخوِّن احدنا الآخر، فهذه هي الديموقراطية التي نؤمن بها، حيث ثبت ان مرسوم الضرورة لصوت واحد هو دستوري حسب حكم المحكمة الدستورية في صيف عام 1982.
 

خليفة مساعد الخرافي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك