أمن أجل 3 أصوات تضيع الكويت؟!.. سالم السبيعي مستنكراً
زاوية الكتابكتب أكتوبر 28, 2012, 11:41 م 1096 مشاهدات 0
الأنباء
لمن يهمه الأمر / وطن الكرامة.. أم كرامة وطن؟!
سالم إبراهيم السبيعي
سؤال مطروح على شباب الكويت: أليس وطنكم «وطن الكرامة»؟ أم ان وطنكم يبحث عن كرامة؟ وأي كرامة هذه التي عشنا بدونها قرونا مضت؟ وأي كرامة هذه التي لا تأتي إلا بضياع وطن؟ وأي كرامة هذه التي لا تأتي إلا بتظاهرات قد تزهق فيها الأرواح، وتجرح فيها الأبدان، وتهان فيها كرامات رموز الوطن وأعمدته؟ أي كرامة هذه التي تزعزع الأمن والاستقرار، وتفرق بين الاخ والجار، وتزرع العداوة والشجار، أي كرامة هذه التي لم نشعر بفقدانها إلا عندما أصبح للناخب صوت واحد بدلا من أربعة، ألأجل 3 أصوات تضيع الكويت، وطن الكرامة؟ ليعلم شباب الكويت أن آباءهم وأجدادهم خاضوا تجارب متعددة في النهج الديموقراطي منذ عام 1961 ولأنهم حكماء صبروا وانتظروا النتائج.
إن أول قانون انتخابي كان عام 1961 وكان فيه عشرون دائرة، وحق انتخاب مرشح واحد، ثم عدل (قبل العمل به) الى 10 دوائر بانتخاب مرشحين اثنين، وعمل به في انتخابات المجلس التأسيسي، ثم عدل إلى 10 دوائر وحق انتخاب 5 مرشحين وعمل به لانتخابات مجلس الأمة من عام 1963 إلى عام 1976 وفي هذا العام توقفت الديموقراطية بأكملها وعلق مجلس الأمة حتى 1980 ولم تشهد الكويت ما شهدته هذه الأيام، ثم عادت الانتخابات «بمرسوم» وبتغيير في آلية الانتخاب بـ 25 دائرة وحق انتخاب مرشحين اثنين فقط، واستمرت هذه الآلية حتى عام 2006 وكأن فلسفة الكويتيين في تلك الحقبة ينطبق عليها المثل «لا يموت الذئب، ولا تفنى الغنم» أي لا يضيع الوطن ولا نفقد الديموقراطية، حقا إنهم عقلاء (وهم نسل الأوائل الذين ذكرهم سمو الأمير في كلمته لأصحاب الدواوين.
ثم تغيرت آلية الانتخاب (نتيجة ضغوط) إلى 5 دوائر وحق انتخاب 4 مرشحين وكان هناك معارضون لهذا التغيير منهم «سكان كيفان ـ الروضة» حيث كانت كيفان بمفردها دائرة واحدة مستقلة تخرج نائبين وغيرها كثير ممن خسروا بالتغيير الجغرافي للدوائر، لكنهم لم يفعلوا ما حصل في الأيام الماضية، إنها سنة الحياة، فلكل تغيير أو تبديل ضحايا، لكن البقاء للأصلح.
ألأجل تغيير آلية الانتخاب (ولو من باب التجربة) نفقد بلد الديموقراطية ووطن الكرامة؟ هل أصبح وطني الكويت يساوي في قيمته 3 أصوات؟ لا بارك الله في أصوات تخرب وطن، بل لا بارك الله في ديموقراطية تمزق صلات الأسرة الواحدة، وتقضي على المحبة والاحترام بين أفراد الشعب، إذا كانت هذه الجزئية البسيطة من جزء من مادة في آلية الانتخاب، تفعل بنا ما فعلت، فكيف سيكون حالنا حين نفكر بتعديل مادة بالدستور؟
نحن شعب حر، لا نغير مبادئنا، ولكن الوطن أغلى من كل شي، والإنسان الحر يفكر بعقله، ويستنتج ويزن الأمور، ويتبع قناعته، حتى وإن خالفت ما يتوقعه الآخرون، فكل ما حولنا من متغيرات يفرض علينا إعادة تقييم لآرائنا ومنهجنا، فنحن كائنات حية، وكل ما حولنا متغير، ولسنا جمادا في صفحات الكتب.
الكويت أمانة، والأمانة مسؤولية دونها الروح والمال والولد، فالله الله في الأمانة.
تعليقات