ياسمين الجويسري: هذه أسباب الصدام في مسيرة 'كرامة وطن'!
زاوية الكتابكتب أكتوبر 27, 2012, 10:57 م 2891 مشاهدات 0
الراي
ارتواء / ما بين المسيرتين
ياسمين مرزوق الجويسري
اتت بداية الأسبوع الماضي بدايةً مؤلمةً للكويت ولكل من سكن قلبه حبها، كان في الأحد الماضي مسيرة «كرامة وطن» حيث احتشد أكثر من مئة ألف مواطن كويتي فزِعوا وأُقضت مضاجعهم لقرار (الصوت الواحد ضمن الدوائر الخمس)، فكانت المسيرة لإثبات موقف وإرسال رسالة عدم الموافقة والرضا.
تعاملات وألفاظ الإنسان دليل على خلقه وتربيته، فكل ما يصدر عن الإنسان من أفعال وأقوال يحدد هويته وشخصيته وأفكاره، ولو كانت المسيرة شخصا فحريّ بهذا الشخص أن يلتزم بكل الألفاظ والعبارات الدالة على احترام الوطن والسلطات و الشعب، بذلك ستكون المسيرة محافِظة على ممتلكات الدولة ومرافقها حريصةً على توعية كل من يشارك فيها برعاية الوطن حق الرعاية ومعاملته بأرفع الأخلاق.
على أن يكون الانطلاق مؤطراً بالآداب والأخلاق العامة فلا يُمس شخص بلفظ استفزازي ولا يُوجه خطاب بصيغة الأمر، ولو كانت المسيرة أشبه بملتقيات وحوارات مجدولة ذات محاور مخطط لها لكانت أكثر وضوحاً بمطالباتها وأهدافها للشعب والسلطة، ففي ذلك توسع في بناء الآراء على مستوى الشعب كي لا تكون الحشود مجرد أناس تابعين غير عالمين بالمقاصد والنوايا.
الإنسانية هي القالب الذي يجمعنا ويحدد نقاط اتفاقنا مع العالم بأسره، لأننا إنس نأنس بوجودنا في مكان واحد ونألف بعضنا بعضاً في غالب الأحيان، وانطلاقاً من هذا المبدأ كان الضرب والصدام بين القوات وحشود المسيرة أكبر إخلال به وأكبر تمرد على الإنسانية، فكيف يضرب الأخ أخاه؟ أو كيف يعتدي من دون وجه حق على من شاركه الإنسانية؟، فإن التزمنا بهذه الحدود والأطر سنرى مسيرة بالأخلاق تصدح وبالنتائج تفخر.
تعليقات