الهدنة والسياسة لا تلتقيان!.. عبد المحسن المشاري مؤكداً
زاوية الكتابكتب أكتوبر 27, 2012, 9:59 م 677 مشاهدات 0
الأنباء
يا سادة يا كرام / الانتخابات والوسائل والأدوات المستخدمة للوصول إلى كرسي البرلمان
عبد المحسن محمد المشاري
أهدى المحامي عبدالحميد يونس الكتاب إلى كل من يؤمن بأن العناصر الانتهازية والمدعية للوطنية أخطر علينا من الاستعمار وعلينا كشفها وان نفضح مناوراتها وإلا كنا شركاء لها في جرائمها، الكتاب الذي صدر في نهاية الخمسينيات يرصد فيه يونس عددا من الوقائع والحوادث والحكايات الانتخابية التي تتطابق بشكل يدعو للدهشة مع ما هو قائم الآن في معارك وحروب انتخابية، ذلك التطابق يدعونا إلى فهم حقيقة لعبة الانتخابات والوسائل والأدوات المستخدمة للوصول إلى كرسي البرلمان وهي وسائل تتطور وتتغير بتغير الزمن، ولكن تبقى حقيقة واحدة مؤكدة وهي أن الغاية تبرر الوسيلة.
العنديب الأسمر عبدالحليم حافظ ذهب لمؤتمر انتخابي في إحدى دوائر محافظة الشرقية للدعاية لأحد المرشحين وهو علي صبري وفي المؤتمر قام حليم بغناء اغنية احنا الشعب وذلك بناء على طلب الجمهور الذي طالب حليم أيضا بالرقص فما كان من حليم إلا أن قام بالرقص بالنبوت على موسيقى أغنية يا سيدي أمرك، الواقعة تكشف أن استعانة المرشحين بالمطربين للترويج لهم ليست وليدة هذه الأيام وإنما هي ظاهرة قديمة في الانتخابات البرلمانية.
ونترك الفن والفنانين لنذهب إلى عالم السياسة وكواليسها الغامضة حيث قام المصري خالد محيي الدين بالترشح في دائرته المفضلة ومسقط رأسه كفر شكر كما هي عادته إلا انه فوجئ بوجود اسمه في إحدى دوائر القاهرة وذلك لرغبة الهيئة العليا للانتخابات بوجود اسم كبير في القاهرة ضد مرشح الوفد وهو الأمر الذي رفضه خالد محيي الدين الذي رفع الأمر إلى جمال عبدالناصر الذي أمر بعودته مرة أخرى إلى دائرته الأصلية.
وقام الزعيم الوفدي الكبير الذي كان يترأس الحكومة في مطلع الأربعينيات مصطفى النحاس بعدة جولات مكوكية في عدد من المحافظات المختلفة للدعاية لحزبه في الانتخابات البرلمانية وكان خط سيره محكوما بخط القطارات وفي إحدى المحطات تأخر النحاس عن اللحاق بالقطار الذي كان سيقله إلى محافظة أسيوط فما كان من النحاس إلا أن قرر المبيت على المقاعد الخشبية في محطة القطار انتظارا للقطار القادم، فعل ذلك وهو رئيس وزراء مصر.
٭ ٭ ٭
على الصعيد المحلي.. الشعب استبشر ومازال يستبشر خيرا بالديموقراطية، ماذا نجد في التوتر الدائم للأجواء وتسميمها بالتصعيد السياسي والتهويل بأن الحروب والفتن على الأبواب، فهل نريد معاقبة أنفسنا؟ نكاد نقول الهدنة والسياسة لا تلتقيان، علما أن السياسة الراقية لن تؤذي الشعب بل تغذيه لكن حين تتحول السياسة إلى استفزازات متبادلة والى تهديد وتصعيد فعندها يمكن القول إما سياسة وإما هدنة.
٭ ٭ ٭
أقول لبعض رجال السياسة شكرا لقد اكتفينا من السخافات والأقنعة المزيفة وعذرا منكم وتبا لنا لأننا صفقنا لكم في يوم من الأيام شكرا اكتفينا من التدهور السمعي والنظري الذي تتحفونا به بحجة الترفيه واثبات المواقف والمواقع والمراتب، شكرا الكويت في خطر.
تعليقات