'سلبي وانهزامي'.. خالد طعمة واصفاً قرار مقاطعة الانتخابات

زاوية الكتاب

كتب 936 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  كرامة وطن

خالد طعمة

 

تابعت ما صاحب مسيرة كرامة وطن من أحداث مؤسفة أيقنت من خلالها أن الخاسر هو الطرفان سواء ممن خرج في المسيرة الراجلة أو من كان حولهم من الأمن، لحظة في لحظة وأنا أدعو الله عز وجل أن يحفظ الكويت من كل مكروه ويوحد كلمة الكويتيين، تمنيت كثيراً ألا أشاهد أي صورة تبين لي أن اصطداماً أو احتكاكاً قد حصل ولكن شاهدنا جميعاً هول الصور المؤسفة التي لحقت الطرفين.
أقدر وأحترم المواطنين الذين ساروا في مسيرة كرامة وطن، ولكنني لا أتفق أو أؤيد الذهاب معهم الى تلك المسيرة، لأنني مؤمن بأن تعديل آلية التصويت أهم من تعديل الدوائر، الأمر الذي سبق وأن ذكرته في سلسلة مقالات عن النظام الانتخابي في أغسطس الماضي علاوةً على أنه تعديل جزئي يمكن للمجلس المقبل النظر فيه سواء في تعديله أو حتى الغائه، فلماذا الخروج على أمر بيد الشعب الكويتي تعديله وفق الطرق والاجراءات الدستورية والقانونية المعهودة ولأكثر من خمسين عاماً؟
لا أوافق على قرار البعض مقاطعة العملية الانتخابية لأنه خيار سلبي وانهزامي وبه استسلام واضح مع احترامنا لكل وجهات النظر والتي أقتنع جدياً بخيريتها وصلاحها للوطن، فلو ذهب دعاة الاصلاح نترك العملية الانتخابية لمن؟ ان الدخول الى النوايا أراه ظناً ومنهجاً غير سليم لما فيه من تذليل للروح المعنوية لأي مواطن، ان الايمان الراسخ بأننا جميعاً سواسية في الدين والذي اعتمد مرجعاً رئيسياً في الدستور يكفل لنا الرضا والقبول الدائمين لا نقيضهما.
حماسة النزول الى الشارع ليتها كانت لأجل تفعيل المادة الثانية من الدستور وتعديل القوانين غير المتوائمة لها ولقضايا أخرى ذات أهمية واضحة تهم المواطن والأمن الوطني لا لقضية محسومة دستورياً وهي متروكة أساساً بيد الشعب الكويتي الأصيل.
ان مراسيم الضرورة تبرهن وتدلل على حسن النوايا وصدقها بل على النفس الاصلاحي الذي يجعلنا مستبشرين لا متشائمين، كنت ولا ازال من المتابعين لخطابات صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وما بها من دعوات خالصة لمكافحة الفساد والتي تركها بيد السلطتين التنفيذية والتشريعية وذلك موثق في خطاباته في افتتاح كل دور انعقاد تشريعي في 2006 و2008 و2009 و2012 ولكن لم نر انفراجاً لمثل ما احتوته مراسيم الضرورة التي وضعت لنا النقاط على الحروف، اذا نظرنا الى حماية الوحدة الوطنية فانني أتذكر تماماً كيف تعامل المجلس مع المشروع الحكومي في يونيو 2011م ولم يفتح باب النقاش حتى ولو ننظر الى ربط الميزانيات والخطوط الجوية الكويتية والرياضة ولجنة الانتخابات والذمة المالية كلها أمور ضرورية ومستحقة أيضاً، ان النظر الى أصوات الناخب في كفة والممارسات التي شهدتها البلاد في كفة أخرى يجعلنا متأكدين من حضور حالة الضرورة، فهل نسينا أحداث الصباحية والصليبخات وما حل في مجلس الأمة في عام 2011 واقتحام لبعض المقرات والقنوات الفضائية وعملية ضياع تمثيل عدد كبير من أبناء الشعب الكويتي وصناعة عصبيات متنوعة، ألا تعتبر كافية ومنبئة لنا بواقع مأسوي من الضروري تعديله؟ 
ألم يكن أمام مجلس الأمة الفرصة ولسنوات متتالية للوقوف أمام مثالب النظام الانتخابي واقرار غيره من القوانين والتشريعات؟ أليس الأجدر بهم القيام بذلك أم عندما أتت المعالجة نأتي ونقول لا نحن من نقوم ولا يحق للغير ذلك؟ انني مؤمن بأن حفظ كرامة الوطن يكون بتفعيل مواد الدستور وجعلها حاضرة وعلى رأسها المادة الثانية والتي لو قرأنا بعض الآيات من سور المائدة والنساء لوجدنا آثارها قد ملأت واقعنا في الكويت، لنتق الله ونجعل وندعوه بأن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه. 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك