قادة الحراك الشبابي ليسوا دعاة فتنة.. برأي ذعار الرشيدي

زاوية الكتاب

كتب 779 مشاهدات 0


الأنباء

الحرف 29  /  إفطار مسيحي يوم عرفة!

ذعار الرشيدي

 

حضرت إفطارا جماعيا بالمصادفة يوم عرفة، حضره وشارك فيه سنة وشيعة، ودروز وعلويون، من بين الحضور سنة يوالون الإخوان المسلمين وسنة يهاجمونهم، وسنة بالاسم فقط لا علاقة لهم لا بهؤلاء ولا بأولئك، بينهم شيعة من أتباع الشيرازي وشيعة من أتباع السيد محمد حسين فضل الله، وشيعة لا يحملون من التشيع سوى الاسم كإخوتهم السنة «الاسميين»، وحضر معنا على مائدة الإفطار تلك وشاركنا مسيحيون موارنة وكاثوليك واخوة أقباط، ورغم التعددية التي ذكرتها وتعقيدة تركيبة حضور ذلك الإفطار الجماعي، إلا أن عددنا لم يكن يتجاوز الـ 60 شخصا، هل يمكن أن تتخيلوا كل هذا الكم من التنوع الذي ذكرته بهذا العدد المحدود؟ وسأزيدكم من شعر التعقيد بيتا، فقد كان المجتمعون من 6 جنسيات مختلفة.

لم تجمعنا الجنسية ولا العرقية وحتما لم يجمعنا الدين، بل جمعتنا مناسبة دينية كريمة، وتعاملنا معها من منطلق إنساني، ولم يتم التخطيط مسبقا لهذا الإفطار، بل كانت فكرة أطلقها أخ شيعي ودعمها مسيحي قبطي وبدأها سني وشارك فيها الجميع.

لا أريد لأحد أن يحدثني ما يجوز وما لا يجوز، وأين مكامن الشبهات والحرام والحلال، فهذا الفعل الذي تم هو الحلال بعينه، الذي لا أرى حلالا أعلى منه كرامة، فقط تم تطبيق مبدأ إنساني عظيم هو التآخي، المبدأ الذي دعا إليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأسسه أصحابه رضوان الله عليهم من بعده.

من لا يفهم حقيقة التآخي الإنساني، هو الشخص المتطرف، الذي يقتات على موائد الخلافات، وتمتلئ رئتاه بهواء الفتنة النتنة، ولدينا في الكويت من أمثال هؤلاء الكثير للأسف، لا يقتاتون على تأجيج الخلافات بين الطوائف أو بين الفئات فقط، بل يحرصون على استمرار نارها، ذلك أن وهج نارها سبب رئيسي لبقائهم سياسيا، ولو أردنا أن نعد المقتاتين على جيف الفتنة، فسنجد أن أغلبهم إما ساسة أو أتباع ساسة، أو جهال ساسة.

السياسة هي أصل الفتنة، الفتنة أشد من القتل، والسياسة أشد من الفتنة، فعلى من يتعامل مع السياسة خوضا أو كتابة أو انتماء أن يراعي الله في بلده، واخوته في الإنسانية، لأنه متى ما انحرف تطرفا صوب الفتنة ليحقق مآرب سياسية رخيصة، سيجلب الدمار على بلده، وهذا ما يفعله بعض الساسة في بلدي، وأتبعاهم و«جهالهم».

توضيح الواضح: من حق أي شخص أن ينتقد الحراك الشبابي، ولكن عليه ألا يخونهم أو يصفهم بأي وصف خارج عن الأدب، فهؤلاء الشباب هم سواعد هذا الوطن، وحتما ليسوا دعاة فتنة، يمكن أن تخطئهم، تنتقد تناولهم للحراك، ولكن ليس من حق أحد، أي أحد، أن يحكم على نواياهم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك