بالصورة/ من غرائب طلبات الخارجية الكويتية

محليات وبرلمان

سفارتنا بالدوحة تطلب من الصحف نشر مقال لكاتب قطري يهاجم المعارضة والحراك الشبابي ويقول: لا نريد الديمقراطية الكويتية!!

18948 مشاهدات 0

صورة من البريد المرسل من السفارة الكويتية بقطر أرسلته لجريدة ((الآن))

في تصرف غير معهود، وبعيدا عن دورها المنوط بها بتمثيل دولة الكويت بالخارج وليس تمثيل الحكومة، قامت وزارة الخارجية عبر السفارة الكويتية في دولة قطر بإرسال بريد إلكتروني للصحف الكويتية ومنها جريدة تطلب منها نشر مقال لكاتب قطري ينتقد ويهاجم قوى المعارضة الكويتية وحراكها السياسي ويهاجم أيضا 'الديمقراطية الكويتية وطريقتها'، ويمتدح إجراءات الحكومة، وهو أمر يعد فاضحا ومستغربا من الخارجية ممثلة بالسفارة في قطرمن خلال ترويجها الدعائي وإقحام كاتب من خارج الكويت في شئون الدولة هنا.

و تنشر صورة ضوئية من الإيميل كما جاء عبر البريد الإلكتروني، فإنها تنشر أيضا نص الرسالة التي وصلت وتم إرفاق نص المقال للكاتب القطري، حيث تم إرسال البريد من البريد الرسمي للسفارة الكويتية من قطر عبر شخص يدعى 'محمد مصطفى'، جاء في نص رسالته ان المقال يمثل جانب إيجابي في حق الكويت على حد قوله، وجاء في نص الرسالة ما يلي كما وردت:

السادة رؤساء الصحف الكويتية   المحترمين

تحية طيبة وبعد ،،

ارفق لكم مقال للكاتب القطري ( احمد علي العبد الله - المشرف العام لصحيفة الوطن القطرية ) نشره اليوم الاربعاء24/10/2012 في عدد صحيفة الوطن القطرية وخصص له مساحات كبيرة في الجريدة.

وانصافا لمجهود الكاتب ارسله لكم لقراءته والتنويه عنه في صحفكم  كونه  مقال ايجابي في حق الكويت

والامر راجع لسيادتكم  بعد قراءته

ونتمنى ان نجد في صحيفة الوطن القطرية جملة أصداء واسعة لمقال المشرف العام في الصحف الكويتية حتى يكون تشجيعا لكتاب اخرين يتبنون قضايا الكويت في الخارج 

وكل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الاضحى المبارك

تحياتي

اخوكم

محمد مصطفى

وفي ما يلي نص المقال الذي طلبت السفارة الكويتية بقطر للكاتب القطري أحمد علي العبدالله وهو المشرف العام لصحيفة الوطن القطرية، و تنشره أدناه كما وصل بالمرفق بالبريد الإلكتروني، والحكم لكم:

24-10-2012

الديمقراطية على الطريقة الكويتية .. «وين كانت .. شلون صارت؟!» 

حفظ الله الكويت من «درب الزلق»

أحمد علي العبد الله

يقلقني كمواطن قطري ــ مثل غيري من المواطنين الخليجيين ــ ما يجري في الكويت الشقيقة.

فذلك «الحراك الصاخب»، ورد الفعل الغاضب، تجاوزا حدودهما، وكأن أهلنا في الكويت الحبيبة لم يتعلموا من دروس محنة الثاني من أغسطس عام 1990، عندما استيقظوا فجر ذلك اليوم، على هدير «سمتيات» صدام حسين، وهي تحلق فوق قصر «دسمان»، لتحول ــ بالقوة ــ بلــدهم الـحــر المستــقل إلى «المحافظة العراقية» التاسعة عشرة!

.. ولا يحتاج الكاتب أن يكون مختصاً في الشأن الكويتي، ليكتب عن الأزمة السياسية المتفاقمة هناك، فالمواطن الخليجي العادي صار يعرف تفاصيل «السالفة» التي لا تريد أن تنتهي بـين الحكومة والمعارضة، ويعرف أصلها وجميع فصولها التي بلغت ذروتها يوم الأحد الماضي، من خلال المواجهات العنيفة، والمصادمات الدامية التي تمت بين الطرفين، عندما تدخــل المئات من قــوات مــــكـــافـــــحة الـــشـــغـــب فــي «الحرس الوطني» لفض المسيرة الاحتجاجية المسماة «كرامة وطن»، التي دعت إليها المعارضة، احتجاجـــاً على تعديل آلية التصويت في انتخابات مجلس الأمة المقبلة.

.. وبالطبع ليس سهلاً عــلى الـــكـــاتب أن يــدير ظهــره لــــــتلـك «الكرامة المهدورة»، التي دفعت أكثر من خمسين ألفاً للتجمهر في الســــــــاحـــات الكويــتية الممـــــتدة مــن «أبـــــــراج الكــويـــت» حــتــــــى «ساحة الإرادة»، فيما وصفها المراقبون بأنها أكبر وأخطر مواجهة تتم في تاريخ ذلك البلد الخليجي بين الحكومة والمعارضة.

.. ولكل هذا، ليس سهلاً على الكاتب أيضاً أن يكتفي بالتفرج على تلك التطورات المتلاحقة، وهو يرتشف «استكانة شاي» محلاة بقطعة من «الدرابيل» الكويتية!

.. والمؤسف أن الأزمة السياسية المتفاقمة في الكويت ليست وليدة الأيام الماضية، ولكنها نتاج الصدام المتواصل منذ سنوات بين الحكومة والمعارضة، والذي لا يراد له أن ينتهي في ظل غياب لغة الحوار بين الطرفين.

.. ويرى كثيرون أن التعديل الجزئي للنظام الانتخابي الذي تتبناه الحكومة، بواقع خمس دوائر وصوت واحد، يستهدف إقصاء كتلة الأغلبية «المشاغبة» عن مقاعد «مجلس الأمة»، وبالتالي وصول طبقة سياسية جديدة موالية للحكومة داخل البرلمان، يتشكل من خلالها واقع سياسي إيجابي، أو بيئة حاضنة لقرارات الحكومة!

.. وإذا كنا نسلم، بل نبصم بالعشرة، بأن المطالب الشعبية التي تتبناها المعارضة تأتي في إطار حقها المشروع، ولكن أن يتم تحريكها عبر تهييج الشارع أو تجييشه فهذا تجاوز لا يجوز.

.. ولنكن صريحين أكثر ونقول إن مواصلة كتلة المعارضة تصعيدها الفالت اللافت في مواجهة الحكومة، والإعلان عن مقاطعتها الانتخابات، ترشيحاً وتصويتاً، ومقاطعة كافة الأنشطة والفعاليات السياسية، اعتراضاً على «المرسوم الأميري» الذي عدّل آلية التصويت الانتخابي، لن تسقط ذلك المرسوم الواجب النفاذ، ولكنها قـــــد تسقط الكويت في هاوية المجهول!

.. ولأن الكويت التي نشعر بالقلق عليها ليست بلداً خارج المدار الخليجي، ولأن ما يحدث على ساحتها الداخلية ينعكس سلباً وإيجاباً على الآخرين، ولأن الظروف السياسية التي تشهدها المنطـــــــقة بالغة الحساسية، فلا بد أن يدرك أهلنا في الكويت أن الكثيرين يتربصون بهم، وأنه عندما يخرج ذلك الصدام المتصاعد عن نطاق السيطرة، فإنهم سيكتوون بنار تلك الأزمة الملتهبة.

.. ولهذا إذا كان من حقنا أن نشعر بالقلق على تطورات الساحة الكويتية، فإن ذلك الحق يفرض علينا في نفس الوقت أن نتوجه إلى أهلنا بالنصح والنصيحة، التي نوجهها إليهم من القلب إلى القلب، ومن العقل إلى العقل ومن الضمير إلى الضمير.

فالصراع السياسي الذي يتطور عندهم أكثر من خطير، والمطلوب منهم إحكام العقل، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، وينبغي أن يعلموا أنه لا توجد حلول جاهزة لأزمتهم إلا بالحوار تحت سقف «مجلس الأمة» وتحت مظلة الدستور، وبغير ذلك «ماكو فايدة» من الصراخ!

.. والمؤسف أن الشحن السياسي المتصاعد فـــــــــي ســــــــماء الكـــويت تجــــاوز الخطوط الحمراء، مما سيكون له ارتداداته الخطيرة على الداخل والخارج الكويتي، وخصوصاً بعدما تحولت الكويت التي نحبها إلى ســـــاحـــــة صراخ وصداع وصراع، ارتفع فيها الطموح الشخصي، على كل ما هو وطني، وارتفعت فيها هتافات المعارضين على حساب نشيدهم:

«وطني الكويت سلمت للمجد»!

فيا أهلنا في الكويت ارحموا بلدكم، ولا تشوهوا «ديمقراطيتكم»، وحافظوا على وحدتكم الوطنية، وتمسكوا بأمن وسلامة جبهتكم الداخلية.

.. وما من شك فـــــــي أنــــــه بعـــــــد الخطاب الجامع المانع الذي وجهه سمو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت لأبناء شعبه، ووضع خلاله النقاط على الحروف، فإنه ينبغي أن تسير الأمور وفقاً لإرادة الأمير بصفته «أبو السلطات»، التي تنسجم مع الدستور الكويتي ولا تخالفه من قريب أو بعيد.

.. ولا أريد أن أخوض في أخطاء الحكومة وما أكثرها، أو خطايا المعارضة وما أكبرها، ولكن بعدما قال أمير الكويت كلمته ينبغي احترامها، وثقتنا كبيرة بحكمة الشيخ صباح الأحمد، وحبه لأبناء شعبه، ولا جدال أن مكانته هي التي تعطي للكويت مكانتها، وشخصيته هي التي تعطي لأهل الكويت شخصيتهم في محيطهم الخليجي والعربي والدولي.

.. ولـــــهـــــــذا ينبــغي أن يـــــكــــــــــــون الأمير فوق المواجهات بين الحكومة والمعارضة، وفوق المساجلات والاحتكاكات و«الهوشات» بين الطرفين.

.. ولا نبالغ عندما نقول إن الجميع في المنطقة باتوا يلمسون ويشعرون بأن «الديمقراطية الكويتية» التي كانت مدرستنا الأولى، بدأت تنحرف شيئاً فشيئاً عن مسارها، وتنجرف نحو مسار آخر غير الذي عرفناه وتعلمنا منه أبجديات الفعل الديمقراطي.

.. وسأدخل مباشرة في صلب القضية لأقول إن النظام السياسي الكويتي المتطور كان الأول، وكان هو المتصدر على مستوى دول المنطقة.

وعندما تتابع الآن «الحالة الكويتية» تشعر بأن الزمن توقف في الكويت ربما عند عام الغزو 1990، أو عام الأزمة البرلمانية 2006، ومع هذا التوقف تعطلت عجلة التنمية، في ظل الصراع الذي لا يتوقف بين الحكومة والمعارضة، والذي تم خلاله حل «مجلس الأمة» ست مرات خلال الأعوام الستة الماضية، هذا عدا ثلاث مرات أخرى في سنوات سابقة!

يحدث هذا بينما دول الخليج الأخرى التي كانت تقف وراء الكويت في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، أصبحت تتقدـــم علــيها، وتسبقها في جميع المجــــالات، حتى صـــرنــــا نـــقــول «الكويت وين كانت، شلون صارت؟!»

.. ولنكن صريحين أكثر فأكثر ونقول إن الكويت التي سبقت دول المنطقة بإقرار دستورها المتطور في أوائل الستينيات من القرن الماضي، ذلك الدستور المنظم الذي يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ويفصل الحقوق والواجبات بين القيادة والشعب.

.. هـــــذه الــــدولة التي نعتــبرهــــــا «رائدة المشروع الحضاري» في المنطقة بدستورها وديمقراطيتها، كانت قدوتنا في كل شيء، وكنا نعتبرها نموذجاً يحتذى في السياسة، ومثالاً ينبغي تطبيقه في الإعلام والصحافة، ورمزاً ينبغي استنساخه في التعليم والرياضة، والفن والثقافة، والاقتصاد و ... و... إلخ.

أما اليوم وبعدما صرنا نتابع الأزمة التي تلد أخرى في الكويت، والمشكلة التي تولد من رحم الأخرى، أقولها بملء الفم، وليعذرني أهلنا في الكويت على صراحتي:

إذا كانت الديمقراطية ينبغي أن تمارس على الطريقـــة الكــــويــــتــــية، فــــنــــحن لا نريدها .. لا نريدها .. لا نريدها!

فنحن لا نريد ذلك النوع من الديمقراطية الشرسة المفترسة، التي تنشب مخالبها وأنيابها في جسد الوطن، فتكون سبباً في عدم استقراره، وفي تعطيل برامجه ومشاريعه التنموية.

.. ولأننا لا نريد الديمقــراطيـــة التي تعض رموز الوطن بأسنانها، فإننا لا نريد أيضاً لأي أحد من السياسيين أو البرلمانيين في الكويت أن يتقمص شخصية «حسينوه» في «درب الزلق»، الذي كان «سليط اللسان» يجيد الأقوال على حـــــــــساب الأفعـــال، فــكــــــان «ظاهرة صوتية»، أما غير ذلك فلم يكن بــارعاً إلا فــــــي إنــــتـــــــــاج الأزمات، وصناعة المشاكـــــل لنفسه وأســـــرته و«أهل الديرة»، لدرجة أن خاله «قحطة» لم يسلم من أفعاله الشريرة!

.. وأخيـــــراً لا أريد أن أكـــــــــــون مــن أصحاب المواعظ فهذه ليست مهمتي، ولكن المصلحة الخليجية المشتركة تتطلب مني أن أقول:

حفظ الله الكويت وشعبها من مشاكل «حسينوه»، أو غيره من الذين يدفعون بلادهم للانزلاق في «درب الزلق»!

تم النشر في:

  

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك