شرعية الأمة الليلة

زاوية الكتاب

السلطة فقدت الشرعية القانونية مع إصدارها لمراسيم الضرورة

كتب 3846 مشاهدات 0


نهاية الشرعية!!

الدكتور عبدالهادي العجمي

استاذ التاريخ جامعة الكويت

ان توهم البعض ان الشرعية تكمن في القدرة على فرض حل بالقوة هو ما قاد لدمار بعض الانظمه المجاورة . ولعل النموذج البعثي يشكل حالة لشرح الشرعية والقوة ، فقد احتل صدام الكويت وامتلك القوه على أراضيها ولكنه لم يمتلك الشرعية، مما يفيد ان القوه والعسكر بل وقانون الواقع، لا تشكل الشرعية،

اذاً كيف نفهم الشرعية، ماكس فيبر يفكك هذه الفكرة ويشرح ان الشرعية تنتج من ثلاث أوعية الشرعية التاريخية وهي شرعية تعتمد على بعد الاستمرار والماضي وهي لا تنتج عن منطق عقلاني بل عن غياب المنطق العقلي واستدعاء اهمية القبول بالمستمر من الماضي.

النوع الثاني هي الشرعية الكارزماتية وهي تعتمد على قدرات استثنائية عند فرد يجعل كل افراد المجتمع ملتفه حوله كوضع استثنائي ويذكر الانبياء والقاده العسكرين والقادة الشعبيين الذين يلتف حولهم الشعب لشخصيتهم الكارزماتية.

النوع الثالث لانواع الشرعية هي الدستورية القانونية المبنية على المنظومات القانونية التي تلقى الثقة والتصديق من المجتمع وهي الدولة المدنية الحديثة.

ان الواقع الحالي للمشهد السياسي يثبت ان اصدار مرسوم اعلنت كل الجماعات السياسية في المجتمع عدم الموافقة والرفض له يشكل في ظل اعتبار الخبراء القانونين هذه الممارسه خروج عن النص القانوني مما يعني ان السلطة فقدت الشرعية القانونية الدستورية التي تأتي نتيجة تصديق الجميع انهم في دولة مؤسسات تبني فعلها على أطر قانونية يعتقد الجميع انها محترمة.

اذا ما هي الشرعية المتبقية للسلطة في هذا المشهد، الواقع ان الشرعية التاريخية هي التي تتوافر الان وهي كما قلنا اقل الشرعيات منطقية والأشكال الاخر التي تواجهة السلطة ان الشعب بدا بوضوح يلتف حول قيادات تمتلك الشخصيه الكارزماتيه التي تقنع الناس بانها تمثل همومهم وآمالهم.

المراد ان الشعب في تصديقه للشرعية الكرزماتيه او التاريخية سيحكم في كيفية انتهاء هذه الحقبه وخاصه مسيرة اليوم التي سميت مسيرة كرامة امة.

بقلم د.عبدالهادي العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك