الشعب حائر من برلمان يحلف بالطلاق وحكومة تهدد بالخلع.. وضحة المضف متعجبة

زاوية الكتاب

كتب 938 مشاهدات 0


الراي

الرسم بالكلمات  /  العقد وطلاق البرلمان وخلع الحكومة

وضحة المضف

 

مصدر قوة الدولة نابع من العقد والاتفاق، وسلطة الحكم لا يمكن إسقاطها أو إلغاؤها، فالحاكم مصنوع بواسطة العقد، والعقد منح شخصا واحدا سلطة الحكم والفعل على الرعية ولا يمكن أي أحد من الرعايا بأي زعم يمكن أن يلغي سلطة الحكم ويسقطها، وفي حال الخلاف والادعاء تحسم السلطة القضائية الخلاف القائم وعلى الجميع الالتزام والرضوخ لحكم القضاء وإلا سيعود البشر للسيف ويحمي كل منهم حقه بقوته الخاصة، وهذا ما يلوح بالأفق ويدفع به خبثاء السياسة، فالمتاجرة والتعدي على الحاكم لا تبشر بخير، فبمغادرة الحاكم والحكم الرحيم تغادر الروح الجسد وتختفي كل حياة عامة، وغياب السلطة المطلقة «الرحيمة» التي وضعها الشعب في يد الحاكم بفعل العقد يجعل من غير الممكن العيش في مجتمع مدني هادئ ومستقر وموحد.
إن السلطة التشريعية كسلطة سامية أقصى حدود التزامها هو الخير العام للمجتمع ولا يحق لها بأي حال من الأحوال أن تفترض لنفسها سلطة الحكم التعسفي الارتجالي وتستقطع جزءا من سعادة المجتمع وتدمره بحجة المطالبة بحقوقه، فما يحدث على الساحة السياسية في الكويت خطير جدا والمؤشرات كلها تشير إلى أن بعضا من أعضاء السلطة التشريعية نقلوا سلطاتهم في صناعة القانون وأحالوها إلى أيادٍ أخرى داخلية وخارجية ترسم خريطة مستقبل الوطن.. حقيقة الصورة مرعبة ومخيفة فالسلطة النائبة على الشعب تتآمر على الشعب ونست أو تناست دون خجل ولا وجل أن قوتهم مستمدة من ذلك الشعب ومن ثم لا يمكنهم التنازل عن سلطاتهم لأي أجندة أو أي فرد كان، فعندما تهتز الثقة الموضوعة في السلطة التشريعية على الشعب أن يغيرها ويزيلها فورا، فكل ثقة وضعت بثقة لتحقق غايات محددة وأهملت تلك الغايات وتعارضت الثقة فيجب أن تنتقل السلطة إلى من وضعها بأيديهم وأقصد هنا أنها تنتقل للشعب ليضعها بأيدٍ جديدة أكثر أمانا وقوة تحقق آمال وطموح شعب مازال يحتضن أحلامه بعيش كريم.
فالشعب حائر من برلمان على مدار الساعة يحلف بالطلاق وحكومة تهدد بالخلع، الشعب مصدوم من مواقف من انتخبهم ومندهش كيف وقعوا صك سقوطهم بأيديهم ووضعوا أنفسهم في موقف ساخر ويأتون بعد ذلك يحدثونك عن الدستور وهم من جعلوه مطية يركبونها ويربطونها متى شاؤوا، ويحدثونك عن الوطنية والوطنية هجرتنا وولت الدبر وذهبت لبغيتها مع أهلها «فمن المسؤول؟!»، ونقول اليوم وليسمع الجميع، من يحارب الشعب ويخدعه ويتسلق عليه لن يجد في ضمير الشعب ذرة ندم، فالشعب يريد الحياة ولا محال، فالله وعد باستجابة دعاء البشر، فالساحة خالية وعلى الشعب أن يتخذ قراره، وإن لم يغير النواب المتسلقون كقفاز قديم مهترئ فالشعب يستحق ما يجري له، وكما يقال النصيحة بجمل فالحكومات تعقبها حكومات والبرلمان يستبدل ببرلمانات ولكن الشعب المحب الوفي والحاكم والحكم الرحيم إن اقترب الخطر منهم لن ترتفع بعده الهامات. اللهم بلغت اللهم فاشهد.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك