مسيرة 'كرامة وطن' ليست تطرفاً ولا عصياناً.. برأي عواطف العلوي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 20, 2012, 11:50 م 2679 مشاهدات 0
الكويتية
مندهشة / مسيرة كرامة وطن.. لماذا؟!
عواطف العلوي
تنطلق اليوم مسيرة سلمية يشارك فيها الشعب الكويتي، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، بكل شرائحه وانتماءاته الفكرية والسياسية، يعبر فيها عن احتجاجه على التعديل الذي أعلنه صاحب السمو أمير البلاد في خطابه الأخير بشأن آلية التصويت، بما يتعارض وإرادة غالبية الشعب الذي كان يطالب بأن تتم تلك التعديلات تحت قبة البرلمان المنتخَب القادم.
لماذا سأشارك في هذه المسيرة.. ولماذا الاحتجاج والرفض..؟!
لأن هذه المسيرة هي حق كفله لنا الدستور ومواثيق الحقوق الإنسانية والمعاهدات الدولية التي وقعت الكويت عليها..!
لأن المسيرات ليست تطرفا ولا عصيانا، بل هي جزء من تاريخنا وركن أساسي من ديمقراطيتنا التي نتغنى بها..!
سأشارك.. لأن المسيرة موقف سياسي سلمي أعبر فيه عن رأيي، ولا يتعارض مع احترامي لصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله..!
لأنه أزعجني أن التعديل الانتخابي ظهر بصورة تحاول الإيحاء بأن الشعب هو مكمن الخلل وليس مؤسسة الحكم ونظام إدارة البلاد..!
لأننا عشنا، ولانزال نعيش، وهماً اسمه ديمقراطية منذ خمسين عاما، بينما لا يُسمح لنا بالمشاركة في اتخاذ القرار، وليس لنا الحق في محاسبة متخذ القرار، ولم نجد من يحترم إرادتنا كشعب حر كريم، ولايزال العبث بالدستور مستمرا..!
لأننا مللنا استمرار الوضع الماضي المقنَّع بديمقراطية مزيفة، ونريد فتح باب التغيير على مصراعيه..!
لأننا نطالب بأن تُلغَى ثنائية الراعي والرعية، ليحل محلها المشاركة بين الحاكم والمحكوم في بناء الوطن وخدمة مصالحه، فنحن لم نعد أطفالا إن لم تلاحظوا، كبرنا ونضجنا وبلغنا سن الرشد السياسي، ويحق لنا أن يؤخذ برأينا وتُحترَم إرادتنا..!
لأنهم إن كانوا يملكون المال والنفوذ، فإنني أنا الشعب، أنا مصدر السلطات، وعليَّ أن أكون أكثر إيجابية وفاعلية، وأمارس دوري في الحفاظ على مكتسباتنا الدستورية حتى لا يلومني أبنائي وأحفادي على تضييعي لحقوقهم..!
لأنني أدرك أنه لا حرية لشعب من دون كرامة، ولا كرامة من دون حرية، والاثنان لا يُمنحان، بل يُؤخذان..!
لأن بعض ذوي السلطة والقوة، يرون أن الدستور الذي وضعه الشيخ عبدالله السالم رحمه الله غلطة تاريخية، ويسعَون بما أوتوا من جهد وحيلة أن يعبثوا به ليعيدوا البلاد إلى ما كانت عليه قبل الدستور لاستعباد الشعب، وهذا ما أرفضه وأقف بوجهه، فسيادة الأمة للأمة، والحفاظ عليها مسؤولية الأمة بأسرها..!
لأن التاريخ سيسجل للأجيال القادمة من الذي أبَى هذا العبث بالديمقراطية والدستور، ومَن رضي به وصفق له، وأنا لا أقبل على نفسي أن أكون من الفريق الثاني..!
لأن هذا الوطن ليس زائدا عن حاجتي، بل هو وطني الذي لا أملك غيره، وغضبي إنما هو لأجله وليس لأجل هذا أو ذاك..!
مسيرة كرامة وطن.. أنا سأشارك.. فماذا عنك..؟!
تعليقات