الحرية في الكويت لا يحلم بها أي مواطن عربي.. بنظر عصام الفليج
زاوية الكتابكتب أكتوبر 19, 2012, 11:47 م 1022 مشاهدات 0
الوطن
آن الآوان / من الذي رفع السقف؟
د. عصام عبد اللطيف الفليج
لا يوجد شخص داخل أو خارج الكويت الا واستنكر تطاول بعض السياسيين والمغردين على مقام سمو الأمير، وبغض النظر عن صحة المطلب أو المحتوى، وان اتسع صدر سموه لأبنائه، الا ان التأدب مع الحاكم أمر يقره القانون والشرع، حفاظا على هيبة الحكم، وتوثيقا وتثبيتا لعلاقة الحاكم بالمحكوم.
ان أجواء الحرية التي نعيشها في الكويت لا يحلم بها أي مواطن في العالم العربي ولا حتى في الخليج العربي، وكما كنا نرفض التطاول على الناس باسم الحرية، فمن باب أولى نرفض التطاول على مقام سمو الأمير، ونرفض الصوت العالي الذي يتعامل معه «الصخاب»، مهما كان الاختلاف والخطأ، فلا أحد يرضى ان يرفع أحد ما صوته على والده، فما بالك بوالد الجميع، ولا أحد يرضى ان يرفع أحد ما صوته على شيخ قبيلته أو كبير العائلة، فما بالك بشيخ وكبير الجميع؟!
ومما يؤلم ان بعض المشاركين في هذه الخطابات رجال عرفهم الناس وأحبوهم لحسن معشرهم ورقي فكرهم، وأسفوا لدخولهم المعترك الكلامي غير اللائق واستدراجهم نحو ساحة العثرات، وان لم تبدر منهم كلمات سيئة، الا ان الناس تعم ولا تخص، والصاحب ساحب.وحتى السيطرة على الجموع الشبابية أصبحت من شبه المستحيلات، خصوصا مع وجود المندسين للتخريب والاساءة للكويت.
ومن سمع تصريحات شيوخ القبائل وكبار العوائل تجاه مرسوم الحل والدعوة للانتخابات ومشروع مقاطعتها حال تغيير الدوائر أو التصويت، يشعر برقي الطرح واحترام الآخر، فقد بينوا رأيهم بكل وضوح وجرأة، دون صراخ ولا تهويل، ووصلت الرسالة بكل وضوح وهدوء.
ان رفع السقف في مخاطبة المقام السامي ليس بجديد، وعلى أمن الدولة أو النيابة العامة – الجهة المعنية بذلك - مراجعة البداية، لأن من سن سنة سيئة يتحمل وزرها ووزر كل من عمل بها، وهذه لها جانبان.. عملي وقولي، أما العملي فهو الاعتداء الصارخ بتفجير موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله، وأما القولي فهو اعتبار صاحب الفاكسات ان ذلك التفجير «عمل وطني» وتصريحه بذلك علنا عبر احدى القنوات الفضائية دون أي اجراء قانوني يذكر! وكما نقل عن أحد مسؤولي الداخلية آنذاك قوله: انكسرت هيبتنا لما منعنا من التحقيق معه!
ومع ذلك فأذكر نفسي واخواني الأحبة من السياسيين – خصوصا من التيار الاسلامي - بأن «الحكمة ضالة المؤمن» و»ليس الشديد بالصرعة»، وأن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي، ومن يقرأ الساحة يعرف أين الاتجاه السائد في المنطقة، فلا نفرط بمكاسب 50 عاما من الديموقراطية والحرية، مع كامل التأكيد بحسن النوايا والمقاصد لديكم، وعدم التخوين بأي اتجاه – كما يفعل أهل الفتنة - والثقة الكاملة بوطنيتكم وحرصكم على مقدرات هذه الأرض ومصلحة الشعب واستقرار الوطن، فلا تشاركوا في كلمة حق الكل يعترف بأنها كلمة حق، ولكن هي لدى البعض يراد بها باطل، وللأسف.. فهذا هو الذي يحقق أهدافه التطلعية والمصلحية والنفوذية، في حين لا تتحقق لدى الصادقين أهدافهم الاصلاحية.
أعرف أنها منطقة رمادية، والمياه فيها عكرة، والحليم يصبح فيها حيران، لكن ما خاب من استشار، وليرجع كل تاريخه ومنهجه وفكره وأصحاب الخبرة، ولنحشم سمو الأمير قولا وفعلا، والكويت تجمعنا كلنا.
٭٭٭
«اننا أصحاب دعوة أيها الاخوة، ولا يجوز ان ننزل عن مستوى دعوتنا الرفيع الى حضيض التراشق برديء الكلام، ولا يعذرنا الله اذا تركنا هذا المستوى العالي الذي أكرمنا الله به بحجة ان غيرنا جرنا اليه، بل من الواجب ان نقول: اللهم اغفر لنا وله، واهدنا واياه، ولا تجعل غضبنا لأنفسنا، ولا في عملنا شيئا من أهوائنا». محمد أحمد الراشد (الداعية).
تعليقات