من رفع السقف وشلعه هم من استفزوا الشارع.. برأي محمد الرويحل
زاوية الكتابكتب أكتوبر 18, 2012, 11:52 م 698 مشاهدات 0
عالم اليوم
بالعربي المشرمح / لماذا انشلع السقف؟!
محمد الرويحل
الحديث عن السقف وارتفاعه وسقفه هو حديث يتناقض مع دولة المؤسسات والدستور، ومع المبادئ الديمقراطية والحريات ولا يتناسب مع دولة يحكمها القانون والدستور ويؤمن شعبها وقيادتها بحرية الرأي والرأي الآخر وحرية الانتقاد والنقد كل حسب مسؤولياته التي يتولاها حسب الدستور والقانون ..
وسبق لي أن انتقدت الأغلبية في الكثير من سلوكها في التعاطي مع الأزمات التي نمر بها ولا يعني حديثي اليوم تأييدا لها فيما ذهبت اليه مؤخرا مما يسمى برفع السقف أو حتى شلعه رغم إيماني المطلق بحق أي مواطن بمخاطبة أي مسؤول حسب ما نص عليه الدستور ووفقا للقانون..
ولكني أريد الحديث عن أسباب هذه الظاهرة ظاهرة ما يسمى برفع السقف وأسبابها التي أدت الى هذه الحالة التي يستغربها البعض ويستنكرها على أنها خروج على عاداتنا وتقاليدنا وكأننا بدولة عشائريه لا دستور ينظمها ولا قانون يحكمها ومن يخالف القانون يجب أن يحاسب وفق الأطر القانونية لا أسلوب التهديد والتخوين وردات الأفعال العشوائية التي خلقت لنا الفوضى وعدم الثقة بدولة المؤسسات والقانون التي ننشد ..
جميعنا حكومة وبرلمانا وشعبا نتعاطى مع الحدث بردة فعل دون أن ندرس الأسباب التي أوصلتنا لهذا الحدث ونعالجها فمن سنوات ونحن نحذر من هذا الأسلوب العقيم في التعاطي مع أزماتنا دون أن يستمع أحد لما نقول الأمر الذي زاد الاحتقان الشعبي حتى وصل لذروته وقد يستمر اذا استمر هذا النهج في التعاطي مع الأزمات التي نعيشها..
وعندما نعيد الذاكرة في كل أزمة افتعلتها الحكومة أو تعاطت معها بردة فعل دون دراسة أسبابها ووضع الحلول لها سنجد بأن حالة الاحتقان والاحباط التي يشعر بها المواطن وصلت لذروتها ولم يعد يملك أي خيارات أمامه سوى الذهاب خلف من يعتقد أنه يستطيع أن يقول ما بداخله فوجدوا ضالتهم بنواب الأغلبية الذين قاموا بالتنفيس عما يشعرون به بعد انعدام ثقتهم بمؤسسات الدولة الدستورية بسبب تعاطيها مع الأزمات التي مرت بهم ..
هناك من تعمد استفزاز الشارع من خلال طرحه وشتمه لهم عبر بعض الوسائل الاعلامية المنحرفة ولم يحاسب بل قامت السلطة برعايته وحمايته بدلا من معاقبته أو حتى إسكاته ، وهناك من خون وطعن بولاء بعض مكونات الشعب الكويتي ولم يحاسب أو يعاقب وما زال مستمرا بخطابه التخويني والتحريضي ، وهناك من اُعتدي عليه ضربا وسحلا وأُهين أمام أنظار العالم وسمعه ومع ذلك كان بردا وسلاما على من فعل ذلك ومن المفارقات المضحكة المبكية أن يرى الناس رجلا يشتمهم ويهين كراماتهم ويخرج عليهم بافتتاح مقره الانتخابي مخمورا وبحراسة الدولة وبحضور شخصيات عامة محسوبة على السلطة ثم يتحدث البعض عن دولة المؤسسات والقانون ويطالبون عامة الشعب باحترامه وتطبيقه فهل فاقد الشيء يعطيه؟! ثم يخرج وزير سابق ويطالب السلطة من التحقق من هويات من يحضر لساحة الارادة من مناصري الأغلبية(فقط) دون غيرهم على اعتبار أنهم ليسوا بكويتيين فماذا نتوقع ردة فعلهم؟!.
يعني بالعربي المشرمح من رفع السقف وشلعه هم من استفزوا الشارع وأوصلوه الى ما وصل اليه دون محاسبة أو عقاب ومن الحكمة والعقل ألا نذهب الى النتيجة التي وصلنا اليها بل لنبحث الأسباب التي أدت بنا الى هذه النتيجة ونضع لها الحلول المناسبة ونبدأ من حيث بدأ الاولون باحترام الدستور ودولة القانون فردّات الفعل لن تحل أزماتنا بل ستخلق لنا المزيد منها وستدخلنا في نفق آخر قد لا نستطيع الخروج منه ..
تعليقات