اتباع العلمانية أصبح مطلباً دولياً وعالمياً.. بنظر دينا الطراح
زاوية الكتابكتب أكتوبر 18, 2012, 11:50 م 677 مشاهدات 0
القبس
كلمة راس / كي لا تفقد الأديان قدسيتها
دينا سامي الطراح
«يجب أن تعمل الحضارة الغربية على تشريع قوانين تجرم ازدراء الأديان».
(د. أحمد عمر هاشم - أستاذ علم الحديث بالأزهر الشريف).
***
مما يؤسف له توجيه الإساءات إلى الأديان، خصوصاً ديننا الإسلامي الحنيف، كما حدث أخيراً في عدد من الدول، الأمر الذي ترتب عليه الاغتيال المروع الذي تعرض إليه سعادة السفير الأميركي بليبيا، يرحمه الله، وعلى الرغم من كوني لا أفضل التطرق إلى المواضيع ذات العلاقة بالأديان، فإنه بات من الأهمية اعتبار مسألة الإساءة إلى الأديان وازدرائها من المسائل المهمة حتى لا تفقد قدسيتها، ولأننا صرنا نعيش في عصر التقدم والارتقاء الذي ينبغي أن يزداد الإنسان فيه رسوخاً وثباتاً في احترام القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية والانصياع لصوت الحكمة والعقلانية، وذلك في سبيل أن يجنب نفسه التوغل في مجاهل المدنية المتطرفة والموحشة والتعلق بأسباب الأنانية والميل للانحراف أو الفساد أو الفحش من القول أو الفعل، وإني لأجد أنه من الضروري:
- أن تقوم الدول الأجنبية بتشريع قانون يجرم ويعاقب على تهمة ازدراء الأديان وتحقير رسلها، أو ما يتم اعتباره رمزاً دينياً أو شيئاً مقدساً بها، فإذا كانت تلك الدول تحمي الإنسان العادي وحريته الشخصية من التعرض للإهانة بتهمة السب والقذف، فلماذا لا تحمي حريته الدينية في تقديس دينه واحترام شعائره، وعدم إهانة مقدساته أو المساس بها؟
- إنه لمن الغريب أن تكون الحضارة الغربية حضارة مادية متطورة أعملت فكرها على تطوير المعدات والآلات، في حين أنها تناست الإنسان الذي صنعها باجتهاده وعلمه، فلماذا لا تتخذ الإجراءات التي تفرض على الناس بقوة القانون احترام الأديان وتقديسها في أي مكان في العالم ودوله الفسيحة، والتي من ضمنها الاتفاق دولياً على تخصيص ثلاثة أيام للعطل الأسبوعية كإجازة رسمية، وفقاً للأديان السماوية الثلاثة، فيوم الجمعة عطلة المسلمين، السبت عطلة اليهود، والأحد عطلة النصارى أو المسيحيين؟
- لطالما اعتبرت أن الدول الدينية التي تتبنى تطبيق شرائعها، بدلاً من القوانين المدنية المعمول بها دولياً، دول تمارس سياسات التمييز الديني ضد أولئك الناس الذين لا يؤمنون بشريعتها المطبقة، وهو ما أعده تمييزاً ضد الإنسان بشكل عام أينما تواجد وحيثما كان، ناهيكم عن كونه يهدد السلام العالمي وينذر بقيام الحروب العالمية بين العديد من دول العالم نتيجة احتدام الاختلافات التي منشأها العقائد الدينية وعدم تقبلها. لذا، فإني أؤكد دائماً أن اتباع السياسات العلمانية التي تفصل بين الدين والسياسة أصبح مطلباً دولياً وعالمياً، ولكن بضوابط وقوانين محلية ودولية بحيث تحفظ للأديان قدسيتها واحترامها، وللناس حريتهم الدينية وقيمهم الأخلاقية دونما انحلال وابتذال، وذلك لنحفظ الإنسان من الانحطاط، ونضمن له السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة.
وأخيراً، أتساءل لماذا يترك الإنسان في الدول المتقدمة فريسة للتعاسة والشقاء والأفكار السخيفة والميول المتعصبة، فلا يراعي في نواميس حياته سوى المادة؟ ولماذا لا يبدأ الغرب ببث روح جديدة تحمل قوانين وسياسات ذات قيم أخلاقية يوافق عليها المنطق والعقل الراجح، وتثري حياة مواطنيها، حتى يشجع غيره من الدول على التحضر وجني ثماره، بدلاً من الهروب والنفور منه؟.
تعليقات