عن سلطة الشارع وقوة السلطة.. يكتب ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب أكتوبر 18, 2012, 12:48 ص 847 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / سلطة الشارع وقوة السلطة
ناصر المطيري
مرحلة مفصلية هي التي نعاصرها اليوم في عالمنا العربي فيما يتعلق بالتحولات والمتغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة من المحيط الى الخليج.. الحوادث تترى والتقلبات تتوالى والخرائط تتغير والتحالفات تتحول والشعوب تتحرك ، هل هي حركة التاريخ ام متغيرات الجغرافيا السياسية أم تحولات في فكر الشعوب؟
ولغة الشارع التي اندلعت في تونس أصبحت لغة سائدة وتتمدد لتكسر حواجز الحدود بين السلطات والشعوب قد تكون قلبت المعادلة لصالح سلطة الشعب والشواهد ماثلة أمامنا في بعض عواصم التغيير العربية.
النزول للشارع في المرحلة الراهنة صار ظاهرة تستحق الملاحظة والتوقف ودراسة أبعادها والبحث الدقيق فيما آلت اليه بعض الشعوب العربية التي «باعتها» رغم قوة وسطوة السلطة لدى بعض الحكومات العربية وعبرت عن غضبها الكامن لسنوات فرفعت من سقف مطالبها التي كانت مدفونة في مقابر الصمت والقمع، والشواهد في ذلك عديدة ممتدة من تونس الى مصر الى ليبيا واليمن واليوم في سورية ولا ندري غدا أين ستكون محطتها؟
ويبقى السؤال الأكبر هل يمكن اعتبار المرحلة الراهنة والقادمة من هو الحقبة العربية مرحلة محكومة «بسلطة الشارع» المستمدة من ارادة الشعوب العربية في لغة صراع جديدة مع الأنظمة والسلطات العربية، ولمن ستكون الغلبة في نهاية الأمر لسلطة الشارع أم لسلطة الحكم؟
الاجابة ستحملها لنا الأيام والمستقبل القريب، ولكن المهم هو العبرة والاستفادة من تجارب السابقين من الأنظمة الساقطة والحكام المخلوعين حيث ان الحكمة الواجبة اليوم على الحكومات العربية تقتضي المسارعة لمجاراة ارادة الشعوب وعدم احتقارها، والعلم بان شعوب اليوم ليست كشعوب الأمس بفكرها وتطورها وتواصلها مع شعوب العالم الحرة. فهل يدركون قبل فوات الأوان؟
تعليقات