مؤسسة الحكم في خطر اذا لم تتوحد الاسرة الحاكمة.. برأي شملان العيسى
زاوية الكتابكتب أكتوبر 17, 2012, 12:09 ص 1442 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / وبدأت المواجهة
د. شملان يوسف العيسى
يبدو ان الاغلبية النيابية في المجلس المبطل تريد وتسعى للمواجهة مع السلطة والاصطدام بها لكسب التعاطف القبلي معهم، فعلى الرغم من مساعي الديوان الاميري ممثلا بالمستشارين عبدالله المعتوق ومحمد ضيف الله شرار بإيقاف الندوات لحين انتهاء القمة، الا ان الاغلبية اشترطت صدور بيان رسمي من مجلس الوزراء يتعهد فيه بعدم اصدار مرسوم بتغيير النظام الانتخابي.
نفذ المعارضون وعودهم وخرجوا ليلة الاثنين في مسيرات صاخبة تم فيها التعرض للذات الاميرية والهجوم على رئيس مجلس الامة السابق جاسم الخرافي، كما تم الهجوم على الطبقة التجارية مشككا في اخلاقهم وسلوكهم، كما هاجم النائب مسلم البراك النائب السابق محمد الصقر وختم النائب السابق مسلم البراك كلامه بالقول: «رفعت الاقلام وجفت الصحف وسألبي نداء مسيرة كرامة وطن».
السؤال، لماذا التصعيد والمواجهة الآن؟ ولماذا الاصرار على الخروج للشارع ليلة الاثنين على الرغم من طلب السلطة العليا لهم بتأجيل التظاهرات لظروف مؤتمر آسيا؟ واضح ان المعارضة كانت مصرة على الاساءة للكويت ورموزها لأنها تريد خلق اجواء جديدة ترهب بها اهل الكويت والسلطة لكي تتراجع عن أي قرارات قادمة قد تمس مصالح الاغلبية المعارضة، هم ببساطة يريدون تحقيق كل مطالبهم وهي العودة للدوائر الخمس والتصويت لأربعة مرشحين، لكن الآن وبعد التطاول على الذات الاميرية وخلق فوضى مفتعلة واصطدام مع السلطة هل يمكن ان تتراجع السلطة العليا وتلبي طلب المعارضة وترضخ لكل مطالبهم هذا لن يتحقق لأن المعارضة قطعت شوطا طويلا في تأكيدها على ان رأيها ووجهة نظرها هي التي يجب ان تسود حتى انهم اعلنوا بكل وقاحة واصرار على انه لا يجوز لسمو الامير اصدار مراسيم الضرورة على الرغم من معرفتهم الجيدة بمواد الدستور؟
الآن وبعد ان حصلت المواجهة بين السلطة والمعارضة ما الاوراق التي بيد المعارضة؟ واين تكمن قوتها أو ضعفها؟
قوة المعارضة كما اعلنت عنها قيادتها هو التهديد بالنزول الى الشارع وحشد الشباب المغرر بهم معهم، لكن السؤال من هي القوى الحقيقية التي لديها التنظيم الحزبي القوي والمال والكوادر الحزبية الجاهزة؟
الجواب واضح وهم الاخوان المسلمون «الحركة الدستورية الاسلامية» التي اصابها الغرور والغطرسة بسبب وصول الحزب للسلطة في مصر وتونس وربما تسقط سورية قريبا تحت سلطتهم.
المصيبة ان الاخوان هم الحليف الرئيسي للحكومة التي تغط في نوم عميق ولا تعي خطورة تحالفهم ودعمهم واحتضانهم للاخوان المسلمين، ماذا عن ابناء القبائل، هل يستمرون في دعمهم للمعارضة أم للسلطة؟ بالتأكيد شباب القبائل قد يقفون مع المعارضة لكن هناك احتمالات كبيرة ان تتراجع قيادات القبائل عن مواقفها المعلنة المعادية للسلطة وتقف مع الحكومة اذا كانت الحكومة جادة في فرض هيبتها وسلطتها على الجميع.
ماذا عن الموقف الحكومي بعد الاصطدام والمواجهة؟ نقولها بكل صراحة ووضوح بأن مؤسسة الحكم في خطر اذا لم توحد الاسرة الحاكمة صفوفها والالتفاف حول الامير وولي عهده ونبذ الخلافات الشبابية واعادة النظر في كل سياساتها السابقة التي كان عمادها سياسة الترضيات والتسويات والمهادنة وعفا الله عن ما سلف، لقد كشفت صحيفة السياسة من مصادر امنية عن تورط 50 عسكريا من مختلف الجهات في التحريض على التظاهر والاعتصام والخروج في مسيرات وذلك عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت.
واخيرا تخطئ السلطة اذا حاولت التنازل عن حقها في فرض هيبة القانون وكسر الدستور، قوة الدولة تكمن في وقوف الاغلبية من سكان الكويت معها، المطلوب اليوم الحزم والشدة في تطبيق القانون والاسراع في اجراء الاصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة.
تعليقات