«حركة صورية».. المطيري واصفاً طرد السفير السوري من الكويت
زاوية الكتابكتب أكتوبر 15, 2012, 12:57 ص 1082 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / هل فعلاً قطعت الكويت علاقاتها مع سورية؟!
ناصر المطيري
بعد ان طفح دم الشعب السوري وأحرج القيادات السياسية في دول مجلس التعاون الخليجي التي بقيت «صامدة ومتمسكة» بعلاقاتها مع قيادة النظام السوري التي ترتكب المجازر اليومية، فجاءت الخطوات الخليجية المتتابعة بطرد السفراء السوريين من العواصم الخليجية في الأشهر الأولى من العام الحالي.. وبعض الحكومات الخليجية ومنها الكويت اضطرت مكرهة على طرد سفير البعث السوري تحت ضغط الشارع وخروج التظاهرات والاعتصامات الشعبية.
مناسبة هذا الكلام استدعتها قصة المنتخب السوري التابع لنظام الدم في دمشق والذي استقبلته الجهات الرسمية الرياضية ليشارك مع منتخب الكويت في مباريات ودية، وهي قصة مثيرة للاستغراب والذهول والتساؤل.
المؤشر البديهي والأول الذي تعكسه هذه الخطوة ان العلاقات الكويتية - السورية قائمة وممتازة على المستوى الرسمي، وأن مسألة طرد السفير السوري من الكويت ما هي الا «حركة صورية» استجابة لمطالب الشارع الذي هزته مجازر النظام السوري ضد شعبه في حين ان ذلك لايمكن ان «يهز شعرة» في العلاقات السياسية بين دمشق والكويت!
وبعيدا عن الطرح العاطفي والانساني، ومن ناحية واقعية أعتقد ان الموقف الكويتي في التعامل مع القضية السورية له أبعاد مختلفة عن مواقف باقي دول الخليج ينطلق ذلك من السياسة الكويتية الرسمية في التعاطي مع الشأن الاقليمي المحيط وتحدياته ومحدداته بالنسبة للعلاقات الكويتية مع دول الجوار الاقليمي.
وأعني بذلك ان الضغط الشعبي الداعي لقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق ونظام بشار الأسد يوازيه ضغط سياسي مضاد من جانب الجمهورية الايرانية الحليف الأكبر للنظام السوري والتي ترتبط بعلاقات لها «خصوصية عالية» مع الكويت تتميز عن باقي دول الخليج، «فالدالة الايرانية» مؤثرة في التوجه السياسي للكويت في التعامل مع سورية، والتكتيك الدبلوماسي الكويتي- ان صح التعبير- يقوم على محاولة احتواء ايران وعدم استعدائها بأي شكل من الأشكال وذلك وفق مفهوم الأمن الاستراتيجي لدولة الكويت التي لا تريد تكرار محنة الاحتلال من أحد جيرانها الكبار.
وبحكم سياسة دولة الكويت ودبلوماسيتها الواقعية كونها الدولة الأقرب لايران جغرافيا وتعلوها العراق شمالا والتي تعتبر تابعة سياسيا ومذهبيا لطهران فاننا قد نلتمس العذر للكويت في التعاطي الايجابي مع النظام السوري وإن على مستوى الرياضة ولكن كيف نبرر الصمت الخليجي الكبير وبعض دوله التي هي بالأصل علاقاتها مع ايران من متوترة الى ضعيفة، فلماذا تتخذ مواقف سلبية وتتعامل مع الدم العربي السوري ببرود سياسي كبير؟
تعليقات