النواب والحكومة فاشلون.. هذا ما يراه وليد الجاسم

زاوية الكتاب

كتب 710 مشاهدات 0


الوطن

كلاكما.. 'فاشل'

وليد جاسم الجاسم

 

لا أختلف مع المعارضة أبداً في فشل الحكومات المتعاقبة التي مرت على الكويت، على الأقل منذ الغزو العراقي الغادر وحتى اليوم. أعلم أنها حكومات فوتت الكثير من فرص التنمية والتطور، أعلم أنها حكومات لم تخلق قيمة مضافة الى الكويت التي كانت وظلت، ويبدو حسبما نرى من السلطتين أنها ستظل طويلاً، مجرد مصدر للنفط بعدما يُستخرج من باطنها، ولا شيء أكثر من ذلك.
لكن، هل لاحظ نوابنا الأفاضل أنهم هم القاسم المشترك في الفشل مع الحكومة طوال تلك السنوات؟.. هم شريكها الفاشل في إدارة البلد، والفاشل في التعاون مع الحكومة والفاشل في اقناع الناس بالتخلي عن الفئوية والطائفية والقبلية، والفاشل في سن قوانين تسير بنا على جادة التطور بدلاً من جادة التخلف والصلف والغرور وقلة الأدب التي يسير بنا – مع الأسف – عليها الكثير من النواب.
ولو تمعن النواب قليلاً، والخطاب موجه لنواب الجانبين الأقلية والأكثرية لاكتشفوا هذه الحقيقة – المرة، أنهم فاشلون وليسوا أفضل من الحكومة والنظام نفسه الذي يهاجمونه ليلاً ونهاراً أبداً، لكنهم أسوأ من النظام كثيراً لسبب بسيط، النظام الحاكم على الأقل لديه من سعة الصدر ما يكفي لتحمّل الاختلاف وتقبّل تعدد الآراء والرؤى، وهو كما وصفه المرحوم أحمد الربعي نظام مهما قلت عنه فإنك ترجع الى بيتك وتنام قرير العين مطمئناً، لكن النواب وما أعنيه هم زعامات النواب وليس أتباعهم وعبيدهم ومقلديهم من الأراجوزات السياسية التي أزرى بنا الدهر حتى رأيناها تتصدر المنابر، سنوا سنناً غير حميدة من الصلف والغرور وطول اللسان والصراخ الذي يملأون به الأرجاء للتغطية على فشلهم المنافس للفشل الحكومي.. فهم لم يسجلوا إنجازاً يذكر وليسوا أفضل من الحكومة التي يشتمونها ولا النظام الذي يريدون إقصاءه، لكن الحكومة والنظام أرحم منهم، فنحن على الأقل نأمن على أنفسنا منها أكثر مما نأمن على ذواتنا من نواب لا يعرفون إلا الهجوم والتطاول وصولاً الى (اغتيال الشخصية) الذي تفننوا فيه وهو الشيء الوحيد الذي نجحوا فيه بجدارة لا يحسدون عليها.
أقسم بالله العظيم أن المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه لو طلع لهم اليوم من قبره لإدارة البلاد.. لصرخوا في وجهه بوقاحة.. وقالوا له.. ارحل. فهم يقتاتون على الفشل، الفشل هو جسر العبور لديهم للبقاء على الكراسي المحببة الى قلوبهم.
وبمناسبة الحديث عن المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح نسأل النواب الساعين الى نزع رئاسة الوزراء من الأسرة الحاكمة هذا السؤال: .. مادام المرحوم الشيخ عبدالله السالم هو أبو الدستور وأبو الديموقراطية، لماذا لم يعيّن – رحمه الله – رئيس وزراء شعبياً؟
٭٭٭
في ظل الظروف المتلاحقة محلياً، وإصرار النواب على استدراج النظام الى مواجهة مسلحة واحتكاكات تسيل فيها الدماء، أرى ألا مخرج للنظام مما يواجهه إلا بالعمل الجاد واختيار خيرة أبنائه للعمل جنباً الى جنب مع أبناء الشعب في حكومة قوية قادرة على تجاوز الصعاب سريعاً، حكومة ترد الصاع صاعين بالعمل والإنجاز وليس بالصراخ وقلة الأدب.. عرّوهم بعملكم.. تحدوهم بخيرة أبنائكم.. فهل أنتم فاعلون؟؟

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك