الدستور لم يتطرق إلى آلية الاستفتاء الشعبي بشكل مباشر.. برأي الزامل
زاوية الكتابكتب أكتوبر 15, 2012, 12:06 ص 679 مشاهدات 0
الأنباء
كلام مباشر / كيف نعرف من يمثل الأغلبية؟
فيصل الزامل
من يملك أن يقول، أنا أمثل إرادة الشعب؟.. وبالذات في غياب ممثلي الشعب كما هو الحال الآن في الكويت؟ هل هو بالصيحة وكثرة الندوات؟.. هل تجمع ألف أو عشرة آلاف يصادر حق الـ 430.000 ناخب، من خلال انتحال صفة التمثيل؟
في تركيا وعدد من الدول الأوروبية الديموقراطية يستخدمون آلية الاستفتاء للوصول الى رأي الشعب بشكل مباشر، في الكويت لم يتطرق الدستور الى هذه الآلية الأمر الذي سمح لمن يجيد تنظيم صفوفه بأن يتحدث باسم الشعب رغم أنه غير ذي صفة سوى تلك الشطارة، هل هذا عدل؟ ماذا لو كانت لدينا آلية الاستفتاء وكشفت أن هذا البعض لم يحصل على أكثر من 12% من النتيجة، ألا يعني ذلك أن البقية المحرومين هذه الأيام من حق التعبير الجماعي ـ الاستفتاء ـ هم مظلومون لأن هناك من يزعم أنه يمثلهم؟ ما ذنب المرشحين الجدد– حتى من القبائل – مع ممارسة زملاء لهم ممن فاز في مجالس سابقة احتكار الكرسي النيابي للمجالس القادمة الى أجل غير مسمى؟
الاستفتاء ـ أو أي وسيلة أخرى ـ يمنح فرصة جماعية حتى لمن لديه رأي مستقل عن الفئة التي ربما ينتمي اليها ولكنه يختلف معها في جزئية معينة، يمنحه الاستفتاء حق التعبير الذي لا يمكن ممارسته في الانتخابات العامة التي قد يضطر فيها ناخب للتصويت لتلك الفئة بسبب وجود منافس من فئة أخرى، وأما في حال الاستفتاء على قضية عامة لا تخص شخصا بعينه ولا يرتبط الاستفتاء بشكل مباشر بجماعته فإنه يستطيع أن يعبر عن رأيه بنعم أو لا في الصندوق بغير قيود أو إحراجات، هذه الآلية الفعالة لتحديد من هي «الأغلبية» استخدمتها أوروبا في عدة مناسبات مثل العملة الأوروبية الموحدة، قضايا الديون الأوروبية.. الخ، وكثير من القرارات اللاشعبية التي احتاجت الدولة فيها هناك الى سند من الشارع لمواجهة الفئات المنظمة، سواء كان نقابيا أو حزبيا ومنع احتكارها لحق التعبير «الجماعي» غير المتاح لبقية الشعب، فكانت آلية الاستفتاء حاسمة في دعم شرعية تلك القرارات التي يضطر من يتحمل مسؤولية الدولة أن يتخذها، بغض النظر عن معارضة فئة «منظمة» في المجتمع قد تقود سائر المجتمع الى الهاوية.
كلمة أخيرة:
أهدى أبو موسى الاشعري الى عمر رضي الله عنهما هدية جميلة من العراق في سلال جديدة لها بريق أخاذ، فقال عمر: «ردوه، ردوه، لا تراه قريش فتتذابح عليه».... إنها النفس البشرية في كل زمان، تتذابح أمام بريق الدنيا الفانية، وهل الذي نراه في زماننا من تذابح إلا على ذلك البريق؟
تعليقات