سالفة وقصيدة، ردية الفيصل وبن مكتوم

منوعات

44061 مشاهدات 0


الشاعران الأمير خالد الفيصل آل سعود والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تربطهما علاقة وطيدة، وحصلت بينها ردية قبل عقدين من الزمان تقريبا لاتزال تردد إلى يومنا هذا، وكلتا القصيدتين تغنى بها فنان العرب محمد عبده، ويبرز من قصيدة دايم السيف بعنوان 'من بادي الوقت' بيت أصبح مضربا للمثل يقول فيه:

إلى صفالك زمانك علِّ ياظامـي..
إشرب قبل لايحوس الطَّين صافيها

وفيما يلي نص قصيدة 'من بادي الوقت' للأمير خالد الفيصل:


من بادي الوقت هذا طبع الايَّامِ..
عذبات الايَّام ماتمـدي لياليهـا

حلو الَّليالي تواري مثل الأحـلامِ..
مخطور عنَّي عجاج الوقت يخفيها

أسري مع الهاجس الَّلي مابعد نامِ..
وأصوِّر الماضي لنفسي وأسلَّيهـا

أخالف العمر أراجع سالف أعوامِ..
وأنوَّخ ركاب فكري عند داعيها

تدفى على جال ضوَّه بارد عظامي..
والماء يسوق بمعاليقي ويرويهـا

إلى صفالك زمانك علِّ ياظامـي..
إشرب قبل لايحوس الطَّين صافيها

الوقت لو زان لك ياصاح مادامِ..
ياسرع ماتعترض دربك بلاويهـا

حتَّى وليفك ولو هيَّم بك هيـامِ..
سيَّور الايَّام تجنح بـه عواديهـا

وجاء الرد من الأمير محمد بن راشد آل مكتوم وأيضا يبرز منها البيت القائل:

يــا شـيــخ هـــذا زمـــان كـلــه انـعـامـي..
الــذيــب جــايــع وشـبـعـانـه حصـانـيـهـا

وفيما يلي نص قصيدة 'من داثر الوقت' للأمير محمد بن راشد:

يــا مرحـبـا يـــا مـعـنـي خـــط الاقـلامــي..
مـثــايــل شـوقـتــنــي فــــــي مـعـانـيـهــا

حـي المثايـل يـا سـلالـة نـسـل الكـرامـي..
يــا مــن بيـوتـه عــن الـــزلات يحمـيـهـا
مــن داثــر الـوقـت هــذا طـبـع الايـامــي..
مــرات تـصـفـي ومـــرات الـكــدر فـيـهـا

كـــم وارد ضـامــي وصـــدر بالـحـيـامـي..
وكـم وارد شــرب مــن صـافـي مغانيـهـا

لا تنـظـر الـلـي مـضــى وتـعــد الايـامــي..
ارعـــى ربــيــع الــزمــان أول ليـالـيـهـا

حـلــو اللـيـالـي تـعــوض مـــر الايـامــي..
مايـحـسـب الـوقــت ويـفـكــر بمـاضـيـهـا

لـو كـان مــا بــي كتبـتـه جـفـت أقـلامـي..
مـــن حـرتــي أبـــدع أمـثـالـي وغـنـيـهـا

رادار فكـري يصـور لــي مـضـى زامــي..
فـي حنـدس اللـيـل يــوم ارتــاح غافيـهـا

يـــوم الـخـلايـا تـنــام وفـكـرهــا نــامــي..
حـــرام عـيـنــي لــذيــذ الــنــوم يغـفـيـهـا

حالي كمـا عشـب صيـف صابـه الظامـي..
والا كـــمــــا وردة جـــفــــت نــواديــهـــا

نــار الغـضـا وتـواقـد فــي بـحـر طـامــي..
خــالـــد – وعــيـــا مـولـعـهــا يـطـفـيـهـا

ريم رعى في الفياض وزهـر الاوسامـي..
قـايـد خـشــوف الـــوازي فـــي مفالـيـهـا

بـأرض المحيلـة ولـو توطـا لهـا اقدامـي..
تـزهـي وتضـحـك لـهـا الـدنـيـا وتحيـيـهـا

ســود الليـالـي مـــع صـلـفـات الايـامــي..
نــاخــذ مـجـادمـهــا ونــتـــرك تـوالـيـهــا

نمـشـي عـلـى درب مــا تـطـاه الاقـدامـي..
وان وعرت الأرض يعجبني المشي فيها

يـا خـوي أنـا ريـت رويـان وهــو ظـامـي..
هل كيف عطشان فـي يـاري سواقيهـا؟

ريــح ضمـيـرك ولــو هـايـم بــه هيـامـي..
حـق علـى الـلـي جــرح نفـسـك يداويـهـا

يـا مفطـر الـوقـت هــذا شـهـر لصيـامـي..
تــرى ليـلـة الـقــدر فـــي أخـــر ليالـيـهـا

يا زيـن هـد الوحـش فـي بعـض الايامـي..
فـــي ديـــرة جـفــرة عـســرة مضـاويـهـا

اشـقـر طـويــل المـعـنـق يـبــر لعـظـامـي..
صـوايـده مــن فـنــادي الـصـيـد يدمـيـهـا

يــا شـيــخ هـــذا زمـــان كـلــه انـعـامـي..
الــذيــب جــايــع وشـبـعـانـه حصـانـيـهـا

لــو كــان يـبـغـي يـغــزر نـابــه الـدامــي..
هـل كيـف تكسـر جوارحهـا ضواريـهـا ؟

كــل مخـلـوق عـلـى الدنـيـا فـــلا دامـــي..
لابـــــد تـنــهــي مـغـازلـهــا مـطـاويــهــا

وآخـر كلامـي بحـرف السـيـن والـلامـي..
والـمـيــم والـعـيــن تـتــلاهــا قـوافـيـهــا

الآن - تراث

تعليقات

اكتب تعليقك