أين التعليم من 'عواشة'؟!.. نرمين الحوطي متسائلة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 9, 2012, 11:42 م 1091 مشاهدات 0
الأنباء
محلك سر / 'عواشة' في التعليم.. يا سمو رئيس الوزراء!
د. نرمين الحوطي
(اقرأ باسم ربك الذي خلق) أبدأ مقالتي اليوم معكم بخير الكلام من كتاب الله عز وجل القرآن الكريم وهي أولى الآيات نزولا على رسولنا الكريم، وهذا يدل على أن الله عز وجل أراد أن تكون أمة الإسلام التي هي خير أمة أخرجت للناس تمتاز بالعلم والمعرفة، وهذا يعطي لنا الحرص الشديد على أن نرتقي بمجتمعنا وأولادنا في تعليمهم حسبما تنادي به شريعتنا الاسلامية ولكن ما يحدث اليوم في جامعاتنا ومدارسنا لا يمت بصلة بأصول وعادات وقيم إسلامنا ورسالة رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
بالأمس عندما كنا نسمع عن قضية رشوة أو تسريب امتحان من أحد أساتذة الجامعة كانت تعد في مجتمعنا وصمة عار ليس فقط تنسب لأستاذ المادة بل كانت تعد وصمة عار للجامعة ككل، واليوم أصبح ما كنا نعده وصمة عار موضوعا عابرا بل أصبح صفة يمتلكها الأغلبية في السلك التدريسي سواء في الجامعات أو المعاهد «عفوا» ولكن تلك هي الحقيقة، بل أصبحت الرشوة في بعض الأحيان تصل بأن يقوم بعض أساتذة الجامعات أو المعاهد بالطلب من الطلبة بأن يحضروا لهم أكلا من منازلهما! الله المستعان قالها أبو سليمان «شعوب».
ولكن قصتنا اليوم مختلفة ونتوجه بها إلى سمو رئيس مجلس الوزراء لأنها بالفعل لابد من وضع حلول جذرية لها لأنها لا تخص التعليم العالي فقط بل تخص بناء مجتمع ككل سواء كان الفاعل الذي نقصده «أستاذ الجامعة» أو المفعول به «وهو الطالب»، أما الفعل الذي تكمن فيه قضيتنا والذي أطلقنا عليه كنية «عواشة» قبل أن نسلط الضوء على الفعل وجب علينا أن نذكر من هي «عواشة»: هي امرأة فقيرة كانت تتردد على الجامعة في أيام السبعينيات وتحمل معها «بقشة» فيها الكثير من مستلزمات الفتيات وتقوم بالبيع عليهن خارج الحرم الجامعي لتسترزق منه وتقدر أن تخرج من البيع بقوت يومها، ولكن اليوم تغيرت «عواشة» وأصبحت إحدى أساتذة المعاهد الفنية وبرغم من عدم حاجتها وهذا يرجع للمستوى العالي للمرتب التي تتقاضاه من الدولة تقوم بالبيع ولكن بطريقة جديدة من خلال مندوبين تدخلهم أثناء محاضراتها ويقومون بعرض منتجاتهم على الطلبة، وطبعا لابد على الطلبة الشراء خوفا من الدكتورة لكي لا تقوم بترسيبهم في موادها ولا يقتصر الأمر على هذا فقط بل تقوم الدكتورة بإعطاء الطلبة أسماء بعض الشركات التي تقوم بالدورات والتي ليست لها صلة بالمواد التعليمية وتلزم الطلبة بدخولها، ذلك هو «الفعل» الذي أصبح يرسخ في الكثير من أساتذة الجامعات والمعاهد، ومن هنا أصبح لابد علينا أن نقف أمامه ونطرحه على أعلى قيادات الدولة لكي يقرأوا كيف وصل التعليم بأبنائنا، وكيف أصبحنا نبني مجتمعنا ومستقبلنا؟ والسؤال هنا: أين الإدارة من «عواشة»؟ وأين التعليم منها؟
كلمة وما تنرد: أين أنتم من أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال:
قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
تعليقات