الحكومة تعطينا فلوس ومنح لكننا دائماً مديونيين!.. الفليج متعجباً
زاوية الكتابكتب أكتوبر 8, 2012, 11:53 م 946 مشاهدات 0
الوطن
آن الآوان / وين تروح فلوسنا؟!
د. عصام عبد اللطيف الفليج
يتساءل كثير من الناس..على كثر ما تعطينا الحكومة فلوس ومنح وبدلات وكوادر، الا ان الفلوس كلها طايرة وما تكفينا، وعلى كثر ما نحاول نوفر، الا ان فلوسنا ما تقعد، ودائما مديونين وعلينا أقساط، فيا ترى وين تروح هالفلوس؟!
تساؤل يستحق الوقوف عنده، ولابد للاقتصاديين ان يكون لهم دور في شرح الدورة الاقتصادية التي نعيشها كل يوم، وكيف يمكن ان نتعامل معها.
وحول هذا المفهوم الاقتصادي قرأت هذه القصة اللطيفة، أنقلها لكم للفائدة مع شيء من التعديل..
توجد بلدة صغيرة تبدو كأنها مهجورة لصغرها وبساطتها، وهي مثل غيرها من المدن تمر بظروف اقتصادية صعبة، والجميع غارق في الديون ويعيش على السلف.
وفي أحد الأيام أتى رجل سائح غني الى المدينة، ودخل الفندق الوحيد فيها، ووضع 100 دولار على طاولة الاستقبال للتأمين أو عربون التأجير، وذهب مع العامل لتفقد الغرف في الطابق العلوي لاختيار غرفة مناسبة.
في هذه الأثناء استغل موظف الاستقبال الفرصة وأخذ المائة دولار، وذهب مسرعاً للجزار ليدفع دينه، فرح الجزار بهذه الدولارات، وأسرع بها لتاجر الماشية ليدفع باقي مستحقاته عليه، أخذ تاجر الماشية بدوره المائة دولار، وذهب بها الى تاجر العلف لتسديد دينه، توجه تاجر العلف مباشرة الى صاحب المخزن لتسديد ما عليه من مستحقات متأخرة.
أخذ صاحب المخزن المائة دولار وأسرع لفندق المدينة - حيث موظف الاستقبال في أول القصة - لدفع مستحقات ضيافة أحد الأصدقاء، وأعطى لموظف الاستقبال المائة دولار لتسديد ديونه، وضع موظف الاستقبال المائة دولار مرة أخرى مكانها على طاولة الاستقبال، قبل نزول السائح الثري من جولته التفقدية، نزل السائح الذي لم يعجبه مستوى الغرف، وقرر أخذ المائة دولار ويرحل عن المدينة، وبهذه الطريقة.. ومن سارق واحد وهو موظف الاستقبال، ومن أموال خارجية دخلت ثم خرجت، لم يكسب أحد من سكان المدينة أي شيء، وأيضا لم يخسر أحد من سكان المدينة أي شيء، وهكذا تدير الدول الكبرى اقتصاديات العالم ! وبنظرة مقاربة لممارساتنا الاقتصادية، فالدولة تقدم المنح للمواطنين، المواطنون يتسابقون إما لسداد قروضهم وديونهم للتجار، وإما لشراء حاجاتهم من التجار، فيقوم التجار بسداد ديونهم التي أخذوها من البنوك لبناء المجمعات والأبراج، وبعدين نقول وين راحت فلوسنا؟! إنها إدارة التجار الكبار للمواطنين الصغار.وبس.
٭٭٭
«ليس الخائف من الله الذي يبكي فيعصر عينيه، انما الخائف من ترك ما اشتهى من الحرام وهو يقدِر عليه». الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله
تعليقات