الدوائر الـ 5 ليست هي الخيار الأمثل.. هذا ما يراه ذعار الرشيدي

زاوية الكتاب

كتب 587 مشاهدات 0


الأنباء

الحرف 29  /  شوارع.. سياسية!

ذعار الرشيدي

 

«بلد تجارب»، هذا هو الوصف الدقيق بل الأكثر دقة لوصف حالتنا السياسية الحالية منذ سنوات طويلة، لا أعتقد أن بلدا في العالم خضعت ديموقراطيته لعمليات تجارب أكثر منا، واليوم نحن بانتظار التجربة الجديدة المنتظر أن يتم بموجبها إما تقليص عدد الأصوات أو إبقاء الأصوات على ما هي عليه وتغيير الخارطة المناطقية للدوائر الخمس.

أيا كان التوجه وأيا كانت القرارات التي ستصدر بخصوص تعديل قانون الانتخاب، فهذا يعني أننا سندخل تجربة جديدة، وسنتعايش معها اجبارا، وبعد تطبيقها سنبدأ باكتشاف أخطاء ومميزات هذه التجربة الجديدة، وسبق أن عاش البلد حالة الاكتشاف عندما تغيرت الدوائر إلى الـ 25، وعشناها منذ 2008 مع تغيير الدوائر إلى الـ 5 بـ 4 أصوات، ففي الدوائر الـ 25 وجدنا أن المال السياسي هو سيد الموقف، وفي الدوائر الـ 5 وجدنا أن الطائفية والقبلية والنافذين كانت لهم اليد الطولى في كل شيء، ورغم وصول أغلبية معارضة إلى البرلمان إلا أن كلفة وصولها كانت فاتورة طويلة مليئة بالاستحقاقات الطائفية والقبلية والمناطقية والفئوية.

نعم الدوائر الـ 5 ليست هي الخيار الأمثل، ولكنها تجربة كان يمكن أن تعدل نفسها بنفسها بمنحها مزيدا من الوقت، ولكن وبما أننا على أبواب تجربة أخرى في نظامنا الانتخابي فسنعود الى المربع الأول، ولن يتمخض التعديل الا عن اعادة ترتيب مواقع الأجنحة المتصارعة سياسيا لا أكثر ولا أقل.

***

لو تم تطبيق القانون كاملا على أي مشروع حيوي في البلاد، وطبق على المقاولين القانون كاملا غير منقوص، لأصبح لدينا فائض مالي يمكّننا من أن نفرش شوارع البلاد.. بالبلاط، وليس بالأسفلت، ولكانت شوارع بلادنا أجمل شوارع العالم، ولو تم ترسية المناقصات وفق القانون لكان لدينا 15 مستشفى جديدا في عامين، ومطاران جديدان، وعشرات المصانع الحيوية الحقيقية، أما وأن القانون يطبق بطريقة المحاصصة السياسية فلن نرى مشروعا واحدا.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك