جدار برلين و سوهارتو وآخرون وغيرهم ينتظرون

زاوية الكتاب

كتب 4338 مشاهدات 0

فواز محمد البحر

' ان أحيل حيل الشيطان أنه توصل الى اقناع الناس بأنه غير موجود  ' بولدير

جدار برلين كان يفصل بين المانيا الشرقية والغربية ،وما تم  زرعه في عقول الألمانيين  الشرقيين طوال عقود من الزمان ،  بانه من المستحيل تحطيم هذا الجدار ، بل وصل الأمر وتجاوزه  الى زرع قضيه الجدار في عقول الالمان الشرقيين بانه ليس فقط جداراً ماديا ، بل انه ايضاً جداراً معنوياً !! فبات ممنوعاً على الالمان الشرقيين ان يقلبوا موجة التلفزيون على القناه الالمانية الغربية ، وكانت الدولة الألمانية الشرقية تصرف الملايين سنوياً للتشويش على المحطات التلفزيونية الألمانية الغربية ، حتى لايتأثر الشرقيون بالأفكار الغربية !!

وكانت هناك الكثير من الأساليب التي يفرضها الالمان الشرقيون للحيلولة دون تأثر شعبهم بالشعب الألماني الغربي ، رغم انهم شعب واحد ، لكنه ' الجدار اللعين ' الذي فصل جزءاً من شعب عن جزئه الآخر قسراً من خلال جدار أصم وجامد !! ولعل من الأمور الطريفة في تلك الحقبة الكريهة ، ان حصة الرسم  للاطفال في مدارس المانيا الشرقية كانا تتخذ كمعيار تكشف من خلاله ان كنت مواطن ' تسمع الكلام ام  لا ؟! يقولون للطفل ؛ ارسم افضل شعار تحبه ..وياويل للطفل ولأبيه ولأمه ان قام برسم شعار مطعم  ماكدونالدز ، فحينها يصبح الطفل وأبوه ومه والعائلة كلها وربما كل أهل  ' الفريج ' الذي يسكنون فيه خونة وعملاء للامبريالية العالمية !!

لكت مع هذا الترهيب والوعيد ، تم تحطيم هذا الجدار في عام 1989 ..اي بعد مرور 28 سنه من بنائه وتهديد الناس فيه جدار حديدي يرمز للاستبداد والقهر والظلم بكل معانيها ..

وموضوع القهر والظلم والاستبداد ليس فقط عند الالمان الشرقيين ، ولاينفرد به الشيوعيون ، ففي اندونيسيا مثلاً ، أسقط طلاب الجامعات فيها الزعيم ' سوهارتو ' فقط من خلال المظاهرات ،  على الرغم من جبروته الذي بلغ مداه حينما قتل بليلة وضحاها مليون شيوعي بدم بارد !! واذا رجعنا الى وقتنا الحالي سوف نرى الكثير من الانظمه سقطت كسقوط جدار برلين ونظام سوهارتو ، وما مشاهد سقوط زين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر والقذافي في ليبيا ، وعلي عبدالله صالح في اليمن ، عنا ببعيدة حيث شهدنا سقوطهم المدوي في بحر عام واحد لايزيد !!

الموضوع ياسادتي بكل بساطة :

هم عرفو بان الشيطان كان يخدعهم بانه غير موجود ، كما يرى عمنا ' بودلير ' ، واكتشفو ولو انه جاء كاكتشاف متاخر بانه موجود وانصدمو بحقيقته ... فالشيطان هو من يزين الفساد الشيطان هو من يزين الاستبداد الشيطان هو من يبرر التعذيب الشيطان هو من يسكت عن الحق بحجه المصلحه العامة

والزبدة : ان الصراع بين الخير الشر لاينتهي بصمت ، انما بصرخة تحطم الجدار ، ليسقط منها الظلمة والمستبدون ..

كتب: فواز محمد البحر

تعليقات

اكتب تعليقك