لماذا ننتقد الحكومة؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 6, 2012, 12:59 ص 1024 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / 'ليش.. أنتقد الحكومة'
سامي الخرافي
سألت أحد الاصدقاء الذين ينتقدون الحكومة بشكل مستمر، لماذا تنتقدها ولا يعجبك أي عمل تقوم به؟ فأجاب قائلا: أنا أنتقد أداء وليس أشخاصا، وانتقادي لها لا يأتي من فراغ وإنما لأسباب سأتطرق إلى بعضها وألخصها فيما يلي:
دعوة صاحب السمو الأمير إلى أن تكون الكويت مركزا ماليا وتجاريا تحتاج إلى خطوات تنفيذ ومتابعة ولا يوجد ما يدل على تفاعل الحكومة مع هذه الدعوة، أو اتخاذ إجراء فعلي لذلك.
عدم جدية الحكومة في حل الكثير من المشاكل العالقة، والتي تمس حياة المواطن اليومية بشكل مباشر، كالصحة والإسكان والتعليم.. مما يؤدي إلى تراكمها، بل إن الحكومة «تعاند» ويلاحظ أنها لا ترغب في حلها، رغم أن حلولها سهلة في ظل الوفرة المالية ولله الحمد.
وجود مسؤولين في مناصب غير مؤهلين لذلك «واسطة أو معرفة»، وهم «مسنودون» وينفذون ما يملى عليهم ممن يساندونهم دون مراعاة لمصلحة الكويت.
الكثير من المشاريع والأعمال لا تزال معطلة، أو أن تنفيذها يسير ببطء شديد لغايات وأسباب واهية، بل إن خطة التنمية أصبحت في طي النسيان، مع العلم بأن هناك دولا مجاورة لنا لديها مشاريع أضعاف ما لدينا انتهت منها، ونحن مازلنا نفكر ونغير ونتهم بعضنا بعضا ومشغولين بقضايا ثانوية.
عدم وجود رؤية مستقبلية استراتيجية واضحة المعالم، بل توجد رؤية المسؤول نفسه والتي تتغير حسب أهوائه ومزاجه ومصالحه.
ضياع هيبة القانون، وكأن القانون عندنا وضع ليقال إن عندنا قانونا، حتى إن من ينادي بها تجده هو أول من يكسر القانون ويخالفه، حتى أصبح المواطن الكويتي غريبا في ديرته، فتراه يلجأ إلى الموظفين الوافدين لإنهاء معاملته، إضافة إلى ممارسة سياسة التنفيع الواضحة للقريبين من المسؤول وتوزيع الكيكة بينهم.
وجود معارضة تلعب على وتر الاختلالات الكبيرة في البلد، ما أدى إلى تعاطف فئة كبيرة معها، لأن ما تتحدث عنه صحيح، رغم أن لها مآرب أخرى، لكنها استغلت ذلك بذكاء لمصلحتها.
افتعال الأزمات من قبل الحكومة، والذي تبين أنها السبب فيها، وأصبحت لاعبا أساسيا فيها، وهو ما يجعل الشائعات هي المحرك الأساسي لها.
رضوخ بعض المسؤولين لطلبات كثير من النواب يشعر المواطن بأنه في حاجة دائمة إلى هذا النائب لإنهاء معاملته، مع العلم بأن المعاملة لا تتطلب تدخل النائب، لكن الناس تعودوا على ذلك.
احتكار بعض الشركات المحلية للمشاريع العملاقة، وممارسة سياسة التنفيع.
انتشار الرشاوى بشكل كبير «عيني عينك» في كثير من الدوائر الحكومية، ولا تقنعني بأن المسؤول لا يعلم بذلك فماذا جرى للمرتشي؟ ولماذا وصلنا الى هذا الحد؟ ومن المسؤول؟
انتشار اللحوم الفاسدة، وبعد مصادرتها، من هم هؤلاء المتسببون في ذلك؟ ولماذا لا يتم فضحهم؟ أليس من حق المواطن معرفه من أراد أن يقتله او يسممه؟
يقول صديقي: وهل بعد ذلك كله تقول لي لماذا أنتقد الحكومة بشكل مستمر؟
هذا، بالطبع، قليل من كثير عن أسباب انتقاد الحكومة، وستكون لنا وقفة أخرى مع ما يحدث في الكويت، «واللي بالفعل يعور القلب»، ويحتاج من حكومتنا ان تلتفت الى مصلحة الكويت أولا، وإعادة الثقة اليها.
تعليقات