الماسونية «فرع الكويت» لا علاقة لها بتأخرنا.. هكذا يعتقد ذعار الرشيدي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 3, 2012, 11:50 م 5277 مشاهدات 0
الأنباء
الحرف 29 / الماسونية فرع الكويت
ذعار الرشيدي
اعتقد والله أعلم أن بعض القياديين في البلد وبعد أن يخرجوا من كراسيهم يتحولون إلى منظرين ويقومون بتشخيص لحالة الترهل الحكومية رغم أنهم كانوا إما سببا فيها أو جزءا منها، ولكن لم أتوقع أن تصل حالة التنظير لدى أحدهم إلى «التفلسف» أو بالأصح «الهياط»، وهو ما اكتشفته عندما التقيت وزيرا سابقا في إحدى الديوانيات وبدأ بالحديث بشكل منفتح عن أحوال البلد، طبعا عدا «هياطه» بذكره عن علاقته بالمقربين من دوائر القرار العليا، قام بتشريح الحالة السياسية التي يمر فيها البلد وبطريقة لا علاقة له بالواقع ولا بالمنطق، ودخل في حالة «تفلسف هذياني مركب»، بالطبع ولكونه وزيرا سابقا وأغلب من كان في الديوانية لم يصل إلى حتى إلى منصب مراقب، فقد قضت التراتبية الاجتماعية بأن نستمع إليه حتى ولو كان «يهايط»، ومعنى ذلك أن نصدقه أو نتظاهر بتصديقه فهو وبحسب بداية حديثه «الحلمنتيشي» قال لنا أنه رأى ما لم نر، وسمع ما لم نسمع، وقدر له معرفة غيب ما لم يطلع عليه أحد إلا قلة.
يقول الوزير «المتفلسف» إن ما يحدث في البلد هو جزء من خطة عالمية متكاملة لتغيير وجه العالم بأكمله، وأنه تم رسم خطة ضمن مؤامرة عالمية لتغيير الشكل العام للبلد، إلى هنا وقد نبتلع جزءا من حديثه، ولكن ما تجاوز حد قدرة «بلاعيم» فهمنا على بلع حديثه هو عندما قال ان «مجموعة قليلة هي التي تدير العالم عبر منظومة سرية بأعضاء لا يعرفهم أحد»، وبعدها عرج بحديثه على الماسونية والأخويات السرية التابعة لها والمنبثقة عنها، وكيف أن تلك المجموعات السرية سعت ومنذ بدايات القرن الماضي لتغيير خارطة العالم، وكيف أن تلك المجموعات بخططها العبقرية غيرت وجه العالم أكثر من مرة، وبدأ سرد حديث مبهم غامض بربط تاريخي سخيف، حول كيف أن تلك المجموعات كانت السبب وراء الحرب العالمية الأولى والثورة البلشيفية والحرب العالمية الثانية، واغتيال كينيدي وسقوط الاتحاد السوفييتي، وكيف أنها تقف وراء تمكين بعض من حكم دولا عربية جمهورية بعينها، وكيف أن ذات المنظومة السرية هي التي أسقطت تلك الأنظمة عبر الربيع العربي، وبعد تقديمه استعراضا تاريخيا غير مدعوم بأي نوع من أنواع الوقائع ولا الدلائل العلمية، عرج على الكويت موضحا بل مؤكدا كيف أن هذه المنظمة السرية، ولا أعلم إن كان يقصد الماسونية أو غيرها، دخلت إلى الكويت عبر تحريك مجاميع محددة، وطبعا هو أمر آخر يفتقر لأبسط أنواع القرائن المنطقية ضمن حديث الوزير السابق، الذي خلط زيت حديثه بماء ماكينة الواقع بشكل يبعث على الضحك.
لم أشأ أن أوقف سرد معالي الوزير السابق، ولكن كل ما خرجت به أنه إذا كانت هذه عينة من عقلية رجل كان يوما جزءا من الحكومة، فالآن أنا أعرف لماذا تأخرنا وتقدمت كل دول الخليج من حولنا؟ ولا أعتقد أن الماسونية «فرع الكويت» لها أي علاقة بموضوع تأخرنا، بل لأن بعض من يصل إلى منصب قيادي في السلطة التنفيذية لا يصلح لأن يدير محل حلويات في صناعية الجهراء ومع هذا أصبح جزءا من تاريخنا الحكومي الطويل المليء بالأخطاء.
توضيح الواضح: لولا الحياء وتقديري لوضعه الاجتماعي لسألته: «هل للماسونية علاقة بارتفاع سعر البيض؟».
تعليقات