من يحاول نشر الفتن لم يعد يعترف بحق وطنه عليه.. بنظر الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 1271 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  نعمة وافرة تتطلب الشكر

د. خالد عايد الجنفاوي

 

'يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ' (البقرة 269).
أعتقد أن الله عز وجل أكرمنا نحن الكويتيين بنعم وافرة لم تتهيأ بشكلها الحالي لكثير من الناس في عالمنا الواسع. فإضافة إلى المعيشة المرفهة, منحنا الله عز وجل نحن أهل الكويت حساً فردياً وجمعياً بوحدة وطنية شديدة الخصوصية لا تزال تتميز بروح الأسرة الكويتية المترابطة. ولعل وحدتنا الوطنية وحدها وبما تتميز به من علاقات شبه أسرية بين أعضاء المجتمع تستوجب شكرها والحفاظ عليها. فالمواطن الكويتي الحق هو إذاً من يقدر النعم الكويتية الخاصة ويعمل على إدامتها بالشكر والعمل الصادق والدؤوب لحماية أمن وطنه وتماسكه الاجتماعي. وعن طريق العمل الجاد والمخلص من أجل وطنه الكويت. ومن هذا المنطلق, شكر النعم يتطلب البعد كل البعد عن ما يمكن أن يضعف تماسك المجتمع: المماحكات والإثارة المصطنعة وتأليب قلوب الناس ضد بعضهم بعضا.
فمن يشكر الله عز وجل على ما توفر له من نعم كشعوره الدائم بالأمن الاجتماعي والنفسي حري به العمل على إظهار شكره وتقديره لتلك النعم في حياته اليومية. ومن علامات شكر النعم الوافرة وبخاصة نعم الأمن والأمان ونعمة الانتماء لمجتمع وطني متماسك هو إظهار الوفاء بمسؤوليات وواجبات المواطنة الكويتية الحقة. فمن يحاول قدر ما يستطيع ممارسة حياة يومية منظمة وبناءة ومن يتبع السيئة الحسنة هو فعلاً من يستحق عيش حياة إنسانية آمنة. بل حتى المطالبة بالحقوق لا يمكن شرعنتها منطقياً ما لم يؤد عضو المجتمع ما عليه أولاً من واجبات ومسؤوليات تجاه وطنه ومجتمعه. فالحقوق ومميزات المواطنة تأتي كنتيجة طبيعية وقت ما يبدأ عضو المجتمع في الوفاء بمتطلبات انتمائه لمجتمع يشترك فيه مع مواطنيه الآخرين بنفس المسؤوليات والواجبات العامة.
فحري بالإنسان المؤمن والمواطن الكويتي الحق تذكر ما يمكن أن تؤول إليه أوضاع مجتمعه وقت ما تعلو بعض أصوات نشاز تنادي ربما دون قصد بهدر المواثيق والعهود التاريخية بين أعضاء المجتمع. فمن يحاول إثارة العصبيات القبلية والطبقية والمذهبية في مجتمع عُرف عنه انصهار مواطنيه في وطن واحد وفريد من نوعه وتشاركهم بقيم وبمبادئ وأعراف وتقاليد متوارثة تمثل تجاربهم الإنسانية المشتركة, أقول من يحاول (رغم إدراكه بأن النعم تدوم فقط بالشكر والعمل الصادق) نشر القلاقل والفتن والتنافر المفبرك بين أعضاء المجتمع, قسا قلبه, فلم يعد يعترف بحق وطنه ومجتمعه عليه.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك