أسواق تركيا العقارية تجتذب أموال دول الخليج بقلم دانيال دومبي

الاقتصاد الآن

1753 مشاهدات 0


في قلب محاولة تركية للحصول على مئات الملايين من الدولارات من الخليج، توجد هضبة ذات لون بني محمر، يحدها حي إسطنبول المالي، غابة، ومنطقة عسكرية. أغا أوغلو، مجموعة الإنشاءات المطورة للموقع، تعلن خطتها لبناء خمسة آلاف وحدة سكنية في المنطقة، بمرافق، فيصبح ذلك أكبر مشروع عقاري في تاريخ البلد، بمبلغ قدره خمسة مليارات ليرا تركية (مليارا دولار). لكن إعمار 322 ألف متر مربع - المسماة مسلك 1453 على اسم السنة التي سقطت فيها القسطنطينية على يد العثمانيين – أكثر من ذلك.

كما أنها تهدف مباشرة لجذب استثمار كبير من الخليج، تماشيا مع دفعة عامة في تركيا لتعزيز الأعمال التجارية، والروابط السياسية والاقتصادية مع المنطقة.

سيكرر الخطاب التجاري يوم الأربعاء في حفل عشاء في دبي، يضم تركان – نجم البوب التركي. والهدف من ذلك هو جذب المزيد من استثمارات الشركات إلى المشروع الذي لا يزال غير مبني.

لقد قطع أوغلو- المتعهد المسؤول عن مسلك 1453 بالتعاون مع الحكومة التركية – شوطا طويلا منذ السبعينات، عندما قال إنه هو وآخرون في القطاع استخدموا رملا ذا درجة متدنية في المباني في الزلزال الذي اجتاح إسطنبول. اليوم، لديه ثروة تقدرها فوربس بـ2.1 مليار دولار، ويزدهر قطاع الإنشاء التركي، الذي غالبا ما يعتمد على أموال المبيعات لإنهاء البناء.

وعلى الرغم من أنه لم يتم بناء مسكن واحد في مسلك 1453 – مخطط الانتهاء من المشروع مع نهاية عام 2016 – يقول أوغلو إن المشروع حقق بالفعل ربحاً بمقدار 400 مليون دولار من مستثمري الخليج حتى قبل عشاء هذا الأسبوع الفاخر.

الخطوة التي جعلت الاستثمار ممكنا هي تعديل قانون الملكية هذا العام، ما يسرع الطريق للمشترين من الخليج.

''لديهم الكثير من المال، ويريدون أن ينفقوا المال، أوروبا لا تنجز بنجاح وتركيا رخيصة'' كما يقول ذلك سرهات كيسمسي – مدير مبيعات المشروع – موضحا التركيز على المستثمرين العرب. ''نحن مسلمون، وهم مسلمون، لذا يثقون بنا''.

ويضيف أن في الأسبوع السابق قد اشترى رجل أعمال سعودي 12 شقة في استثمار، وأقنع صديق بشراء الـ13، وأن هناك شركة سعودية قد اشترت 80 شقة في نفس الوقت.

مسلك 1453 ليست حالة نادرة. عندما زار أمين الخولي- مدير عام إدارة الأصول في أرقام كابيتال – أخيراً بنك استثماري مقره دبي – إسطنبول في (آب) أغسطس رأى مكاتب تنشأ في بهو فندقه، تصطاد العقارات للمستثمرين العرب.

لم يشتر سكناً، لكنه يرى ميزة الاستثمار في تركيا، لأسباب ليس أقلها حالة البلد كمستورد طاقة على نطاق واسع، ما يجعلها وقاية للأموال المعرضة للاقتصادات الغنية بالنفط في الخليج العربي.

لكن مصطفى عبد الودود – الرئيس التنفيذي لأبراج كابيتال، وهي واحدة من مجموعات الأسهم الخاصة التي مقرها الخليج، والوحيدة التي خرجت رابحة من تركيا – حذر من أن قليلا من الصفقات مع الخليج قد تم تنفيذها بالفعل.

ويقول: ''الجميع يتحدثون، لكن القليل جدا فعل أي شيء. عندما يصل السوق إلى صفة معينة للشهر، فإن رأي الناس عن أصولهم يمكن أن يكون مبالغا فيه''. يشتكي آخرون من مستثمري الأسهم الخاصة، من أن مستويات التقييم مرتفعة في تركيا، حيث ازدهر الاقتصاد في عامي 2010 و2011.

يقول فادي عربيد – الرئيس التنفيذي لشركة أموال الخليج – مجموعة الأسهم الخاصة التي مقرها الرياض – إن البلد لا تزال سوقا غريبة للكثير من المستثمرين العرب، مضيفا أن مصر أو دول شمال إفريقيا أهداف أسهل لمجموعات الأسهم الخاصة بالخليج.

وبالفعل، على مدى العقد الماضي، أظهر الشرق الأوسط أنفاقا عند أقل من 10 في المائة من 91 مليار دولار في استثمار أجنبي مباشر في تركيا.

''لقد كنا منتظرين رأس المال ذلك من جانب الشرق الأوسط على مدى السنوات الست أو السبع الماضية''، كما يقول ذلك أوزجور التوج من شركة ''بي جي سي بارتنرز'' في إسطنبول.

ويرفض توقعات أن القوانين المتحررة ستطلق خمسة مليارات دولار في مبيعات العقارات للأجانب في السنة. لكنه يتوقع أن يرتفع الاستثمار الخليجي في تركيا على الرغم من ذلك، ولكن بسرعة أقل نسبيا عما قد يطرحه المتحمّسون.

 

 

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك