صالح الفضالة لم يأتِ لحل قضية البدون.. مشعل الظفيري مؤكداً
زاوية الكتابكتب أكتوبر 1, 2012, 12:27 ص 4023 مشاهدات 0
الراي
إضاءة للمستقبل / في الغد يعتصم 'البدون'
مشعل الفراج الظفيري
دولة تهتم بالبقر فتوفر لهم قسائم سكنية وتهتم بالغنم فتوفر لهم التطعيمات ضد الأمراض بحجة توفير الأمن الغذائي، أما إخواننا من البدون فلا قسائم سكنية ولا تطعيم ولا تعليم، وكأن الدولة تريد أن تعود للعصور الجاهلية، فبالله عليكم أي حكومة تولي شخصا ملف قضية إنسانية لديه موقف مسبق من هذه القضية، ولا أخفيكم سراً إذا قلت ان صالح الفضالة لم يأتِ لحل قضية البدون بل جاء ليزيد من معاناتهم ويتفنن في ظلم الكثير منهم.
نحن يا سادة تعرفون ولاءنا للكويت وتعرفون كذلك أنه لا يوجد لدينا أقارب بدون، بل إن جذورنا في الكويت موجودة قبل الفضالة وربعه، ولهذا أقول اتقوا الله فيهم، فهم أولى من البقر والغنم والإبل، والكثير منهم لا ينشد الجنسية بل يريدون حياة كريمة لهم ولأبنائهم من خلال التعليم والصحة والسكن، فالدول غير المسلمة كأوروبا مثلاً توفر لهم المسكن والراتب والتعليم والصحة وتعفيهم من الضرائب في أحياناً كثيرة، ونحن أهل الإسلام نقطع أجسادهم باسم الإنسانية ونتاجر بقضاياهم باسم الإسلام، فأي عقيدة هذه وأي مذهب يجيز لنا ما نفعل بهؤلاء المغلوبين على أمرهم؟
عجبي لهذه الحكومات المتعاقبة، فلدينا ثلاثة أجيال من البدون ولدوا في الكويت واليوم نطالبهم بإظهار وثائقهم الأصلية، وبأي شرع يحرم العسكري البدون من حقوقه المادية في الجيش والشرطة بحجة عدم امتلاكه لوثائق رسمية ثم يجبر على إصدار جواز من أحد المكاتب التجارية فيتهم بالتزوير والخيانة!! «اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله» وتذاكروا نكبة البرامكة فبعد أن كانوا أعزاء عاشوا في ذل ومهانة، ويروى أن أحد الوزراء من البرامكة سجن مع ولده، فقال له ولده يا أبت بعد أن كنا من علية القوم نسج؟ فقال له الأب يا ولدي لعلها دعوة مظلوم غفلنا عنها ولكن الله لم يغفل عنها.
يتداعى البدون في الغد لاعتصام، ونحن ومن واجب شرعي لا نؤيده بعد أن أنكرنا تجمعات ساحة الإرادة مع الإيمان المطلق بجميع المطالبات هنا وهناك، إلا أننا نحترم الشرع ولا نجامل فيه، ولهذا أقول لإخواننا البدون عليكم بضبط النفس واحترام قانون الدولة، فالكثير من تجمعاتكم شابها أعمال صبيانية وتصرفات غير مسؤولة قد تسيء بشكل مباشر لقضيتكم، فالوسائل والسبل كثيرة لإيصال صوتكم وإبراز قضيتكم بدلاً من المسيرات والتجمهر الذي قد يكون سبباً في تعطيل مصالح الناس، ومن جهة أخرى أقول لجنرالات الداخلية عليكم باحترام هؤلاء الناس وعدم احتقارهم، وكما فعلتم مع تجمعات ساحة الإرادة يجب أن تكون مسطرتكم واحدة في جميع الأمور وأن تستشعروا معاناتهم والظلم الذي وقع عليهم لتبرروا لهم هذا الخروج بدلاً من الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، فالنقاش والحوار أفضل بكثير من الإثارة والنرفزة وكما تعلمون أن هناك جمعيات حقوقية ستكون حاضرة لترى كيف تتعاطى حكومة دولة الكويت مع المطالبات السلمية.
إضاءة : يقول الحق سبحانه «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»، الكثير من المرضى البدون لا يريد سوى وثيقة سفر ليسافر للعلاج، إلا أن وزارة الداخلية لا تتعامل معهم برحمة وتتعسف مع مطالبهم حتى مات البعض منهم، فهناك أمراض لا تجيد وزارة الصحة علاجها، وأولها السرطان، فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
تعليقات