البلد لن يتزحزح من عثراته.. برأي محمد المقاطع
زاوية الكتابكتب سبتمبر 30, 2012, 11:50 م 1071 مشاهدات 0
القبس
الديوانية / وطن يتعثر وقراره حائر
أ.د محمد عبد المحسن المقاطع
هناك واقع أليم نعيشه اليوم، خلاصته تعثر الوطن وعدم قدرته حتى على الوقوف بثبات وبقامة مفرودة قوية، فكيف له أن يسير إلى الأمام إن كان يتعثر بمجرد قيامه؟! إن وطناً كهذا انفلت منه زمام المبادرة وترهلت إدارته التي تسيّره بحس رد الفعل والترقب والتسويف والتأجيل بانتظار أن يأتيها الفرج والحل من خارج سلطتها بالقرار، دفعاً للمسؤولية، وتحاشياً لتحمل تبعاتها، وتبحث في كل أمر عن الموازنات وتميل بكل خطوة للمجاملات، وهو ما تعطل بسببه البلد، وعلقت معه جميع الملفات، لأن القرار حائر ولا تقوى السلطة أو الحكومة على إصداره رغم اتخاذها له.
تلك الحال هي التي تفسر لماذا البلد يواجه شبح العجز المالي خلال سنوات قليلة رغم جاهزية الحلول ومعرفتها، وهي تبرز سبب عجزه عن سد حاجته من الطاقة الكهربائية رغم تسطير وثائقه استحقاق هذه الخطوة، وهي توضح لماذا تتفاقم المشكلة الإسكانية رغم وفرة الأراضي والملاءة المالية، وهي تكشف سر تزايد طوابير منتظري الوظيفة رغم توافر مشاريع تستوعبهم وحظوة غير المواطنين بالتعيين، وهي تجيب عن سبب تفاقم مشكلة البدون وتعاظم حجم كرة مشكلات التجنيس والازدواج، وغيرها من القضايا الأخرى العالقة.
وكل تلك الأمور، أيضاً، تفك لغز تردد دوائر القرار في حسم ملف الإصلاح السياسي للبلد، وتعثر تطبيق القانون بحزم على الكبير قبل الصغير، وحالة تعطل لأمور حيوية مثل قرارات مشاريع هيئة مكافحة الفساد، وكشف الذمة المالية للقياديين، والمفوضية العليا للانتخابات، وترسيخ وحدة الوطن ومواجهة تمزيقه بكيانات تتناقض مع المواطنة، ويفهم لماذا يتم الإحجام عن ممارسة الصلاحيات الدستورية والخوف من وقف التجاوزات البرلمانية بالتدخل بشؤون الحكومة أو بفرض قرارات أو تعيينات على وزرائها أو أجهزتها أو ترحيلها تأجيلاً للمواجهة، حتى زادت عثرات الوطن وحارت قراراته.
وأخيراً، فإن الوطن لا يتحمل أي لحظات تأخير لقرارات مستحقة وسياسات لازمة لإخراج البلد من دوامته، فنحن بحاجة اليوم لحكومة شجاعة تجعل المبادرة رائدها والإصلاح قرارها، ولا تضع العربة أمام الحصان انتظاراً لمن يغير هذه الحالة من خارجها وهو لن يحصل. ولذا، وللأسف، فإن البلد لن يتزحزح من عثراته.
اللهم إني بلغت،
تعليقات