'أعطوهم شغلا ولا تطعموهم بالملعقة'.. الزامل متحدثاً عن شباب الكويت
زاوية الكتابكتب سبتمبر 30, 2012, 11:46 م 747 مشاهدات 0
الأنباء
كلام مباشر / إشراك الشباب في بناء بلدهم أولى من جرعات مؤقتة الأثر
فيصل الزامل
الطريقة التقليدية في معالجة أوضاع الشركات والسوق بشكل عام هي الضخ النقدي من قبل الدولة سواء بمحفظة تشتري من البورصة أو بتوريق قروض البنوك والشركات وتحويلها الى أسهم وسندات، الأفضل من هذا وذاك هو إطلاق حركة المشاريع المحبوسة، فهي التي ستوفر فرص عمل لكل شركة وفرد في البلاد، هذا النشاط المحموم في المشاريع سينعكس تلقائيا على تحسن أوضاع الأفراد والشركات والبنوك، وسينعكس ذلك على سوق الأسهم الذي انتعش بمجرد انعقاد اجتماع عمل ترأسه سمو أمير البلاد، يحفظه الله، فكيف إذا توالى طرح المشاريع ودعيت الشركات المتخصصة ـ القائمة، والجديدة ـ لتنفيذ قائمة من المشاريع التي تحتاجها البلاد بشكل كبير؟ شركات كويتية نجحت في إقامة مشاريع في دول الخليج وشمال أفريقيا وهي تدير مطارات ـ الملكة علياء، عمان..الخ ـ لماذا نتعامل معها هنا كشركات معوقة وهي تعمل هناك كشركات ناجحة؟!
فقط أعطوهم شغلا، لا تطعموهم بالملعقة، أشركوهم في بناء بلدهم، وستكون النتائج ايجابية ليس في تحسين وضع الموازنات المالية وارتفاع قيم الرهونات ومعالجة مشكلة المديونيات فقط، بل ستمنح الشركات الجيدة فرص العمل الحقيقي لها وللشباب الكويتي بدلا من الهرولة في سوق الأوراق المالية وراء كل جرعة تضخها الدولة في هذا السوق ـ اللي ما له قاع ـ كلما ضخت فيه الدولة أموالا تسربت بشقوق الطمع والعبث، وجذبت ضحايا جددا من المواطنين، لتتسع دائرة المعاناة عاما بعد عام.
ضخ ملياري دينار في هذا السوق هو ابرة مخدرة ضخمة، والأولى أن تأخذ تلك الأموال مسارا طويل الأجل ينقل الشباب من بند البطالة والدعم من الدولة الى بند الإنتاجية الحقيقية التي تفوق في أهميتها الحصول على «الطعام بالملعقة» فنحن نردد كلمة جميلة ولا ننفذها «لا تطعمني سمكة، علمني كيف أصيد»، وأحسن منها قول عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه للصحابي الأنصاري الذي آخاه معه النبي صلى الله عليه وسلم، فأعطاه الأنصاري نصف بيته ونصف ماله ونصف مزرعته، قال له ابن عوف: «بارك الله لك في مالك وبيتك وزرعك، إنما أنا امرؤ تاجر، دلني على السوق» يقول ابن عوف: «فكنت أبيع وأشتري وفتح الله علي، حتى أني لو قلبت حجرا لوجدت تحته مالا».. السبب، عفته عن أن يأكل بالملعقة من يد غيره.
إن رعاية سمو أمير البلاد المباشرة لهذا الحراك الإنتاجي ستمنحه الاستمرارية، وسيلتف حوله الجميع من مواطنين وسياسيين وقيادات إدارية، فهؤلاء جميعا أبناء هذا البلد، تهمهم مصلحة الأجيال الحالية والقادمة، والطروحات التي يتبنونها في الشأن الاقتصادي ـ كلهم ـ واحدة، وهي زيادة معدل إنجازات الدولة ـ الدولة هنا هي، كلنا ـ لتعويض مرحلة التوقف التي طالت أكثر من اللازم.
كلمة أخيرة (تويت):
عن الحسن بن علي، عن عمر، رضي الله عنهم: «أعياني أهل الكوفة، إن استعملت عليهم لينا استضعفوه، وإن استعملت عليهم شديدا شكوه، ولوددت أني وجدت رجلا قويا أمينا مسلما، أستعمله عليهم».
قال له أحد جلسائه: «أنا والله أدلك على الرجل القوي الأمين المسلم».
فأثنى عليه عمر، وقال: «فمن هو؟».
قال: «عبدالله بن عمر».
قال عمر: «قاتلك الله، والله ما أردت الله بها».
تعليقات