مرض ( MS ) يغزو الكويت ووزارة الصحة لاتحرك ساكنا

محليات وبرلمان

الأعداد بالآلاف والأماكن السريرية لاتتعدى المئة في كافة المستشفيات الحكومية !!

7448 مشاهدات 0

صورة من الأشعة تظهر فيها الاصابة بالمرض في المخ والنخاع الشوكي

الكثير لم يسمع أو بالأصح لايعرف عن مرض التصلب المنتشر وهو ما يطلق عليه عالميا بـ ( Multiple Sclerosis ) واختصاره ( MS ) ، قامت بالتعرف على هذا المرض من خلال بعض الأطباء وأشخاص يحملون المرض ، وايمانا منا بنشر التوعية قمنا بعمل هذا التقرير الذي سنسلط فيه الضوء على تعريف المرض وأعراضه وطرق علاجه وطلبات المصابين به :-

 مرض التصلب المنتشر هو احد امراض الجهاز العصبي المركزي الاكثر شيوعا في العالم ويعتبر من الامراض المهمة المؤدية الى الاعاقة في عمر الشباب ، وهو مرض التهابي يصيب الجهاز العصبي المركزي المؤلف من المخ و المخيخ والنخاع الشوكي ويطلق عليه متصلبا لأن المرض يصيب أنسجة المخ بتصلب ويستبدلها بأنسجة (غير فعالة) صلبة، والأعراض قد تكون خفيفة أو منتشرة أي متعددة ، وهو يصيب عادة الاشخاص بين سن (20- 40) عاما وقد تكون الاصابة في عمر اصغر او اكبر من ذلك، لكن ذلك اقل شيوعا، وهو لدى الاناث اكثر من الذكور وأول حالات اكتشفت لهذا المرض كانت لأشخاص يقطنون في المناطق الباردة فوق خط عرض 40 (ما بين 40 - 60) شمالا وجنوبا ، ومن رحمة الله في عبادة فإن النساء حين حملهن لايتعرضن لأية انتكاسات وتكون حالتهن الصحية بأفضل حالاتها ، ولكن وجه الغرابه في هذا المرض يكمن في اصابة أشخاص يقطنون في الشرق الأوسط وهي مناطق معتدلة الطقس وليست باردة جدا ، ففي الكويت اكتشفت اول حالة في أواخر الثمانينات ، الا أنه بدأ ينتشر بعد الغزو حتى بلغ عدد المصابين من الجنسين في التسعينات الى أربعة آلاف شخص ، ولكن العدد ازداد بشكل ملفت للنظر في الألفية الحالية وخصوصا بعد حرب العراق عام 2003م ، مما جعل المصابين بالمرض يوجهون أصابع الاتهام لخلل في البيئة جراء استخدام الجيوش أسلحة تحمل مواد مشعة أخطرها إشعاعات ذخائر اليورانيوم المنضب التي لن تقتصر تداعيته على الجيل الحالي فحسب بل سيطال الأجيال القادمة ، حيث وصل عدد المصابين باحصائية غير دقيقة مايقارب احدى عشر ألف شخص منهم كويتيون ووافدون ، كما اتضح إصابة اطفال رضع بهذا المرض وهو ما لم يذكره العلماء في أباحثهم ، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر في الكويت بشكل خاص ودول المنطقة بشكل عام ، وعلى الرغم من هذا كله بيد انه لم تيحرك وزارة الصحة ساكنا وحتى الآن تتكتم على أعداد المرضى ولم تقم بنشر التوعية عن مخاطره .
وعودة للتعريف بالمرض فإن بداية أعراض الاصابة تختلف من مريض لأخر ومن هنا تكمن صعوبة التشخيص ويعتمد ظهور الاعراض المختلفة على مكان الاصابة داخل الجهاز العصبي المركزي وهو يؤثر في محور الخلية العصبية التي تقوم بايصال الاشارات العصبية لمختلف اعضاء الجسم ، والمحاور العصبية محاطة بطبقة عازلة مكونة من مادة دهنية بيضاء اللون تسمى غشاء الميلين، وفي حال الاصابة بمرض ( MS ) تصاب هذه المنطقة بالالتهاب بسبب خطأ في الجهاز المناعي لدى المريض وفي حال استمرار الالتهاب فإنه يؤدي الى تلف هذا الغشاء تاركة وراءها بقعا بيضاء في مناطق الالتهاب تسمى باللويحات ، وهذه العملية غالبا ما تتكرر داخل الجهاز العصبي المركزي لذا يسمى بتصلب الاعصاب المنتشر  وتبدأ المناعة تحارب نفسها ذاتيا.
وأعراض الإصابة بالمرض كثيرة ومنها الشعور بازدواجية في النظر أو عدم تحكم في حركات العين وضعف في البصر مع ألم في العين عند الحركة ومشاكل في الكلام  وصعوبة في النطق وثقل في اللسان و ضعف جزئي أو كلي في بعض الاعضاء واحساس بالضعف والارهاق الشديد و رجفة في اليدين وإحساس بالدوار وفقدان التحكم في التبول أو الاخراج وخدور وتنميل في الأطراف أو الوجه وفقدان التوازن أو القدرة على التحكم في الحركات وثقل في الاطراف عند المشي  ، وهذه الاعراض المبكرة غالباً ما تكون خفيفة وتختفي دون علاج لكن مع مرور الوقت قد تصبح أشد وأكثر ، وهناك من يصف المرض ( بالكاذب ) حيث تظهر الأعراض وتختفي بسرعة إلا عند الاصابة بالانتكاسات ففي هذه الحالة يكون المريض بحاجة لعلاج مكثف ويتم فحص من يصاب بهذه الأعراض في مستشفيات الكويت للوقوف على مدى اصابته بالمرض من عدمها باللجوء بالتصوير في أشعة الرنين المغناطيسي ( MRI ) ، واذا تم ظهور بقع بيضاء في الرأس أو النخاع الشوكي ، يتم اللجوء الى الاختبارات الكيميائية بسحب عينة من السائل النخاعي للتأكد اكثر من الإصابة .
وبعد ذلك يتم ادخال المرضى في احدى المستشفيات وخصوصا مستشفى ابن سينا حيث انه المختص بعلاج مرضى الأعصاب ، وعلى الرغم من ذلك لايوجد في المستشفى سوى جناحين واحد للرجال وآخر للنساء سعة الواحد منهم 26 سريرا فقط !!! . يبدأ الأطباء هناك بإعطاء مريض ( MS ) جرعات من الكيرتازون ، وبعد ظهور علامات التحسن عليه يصرفه له العلاج وهو عبارة عن أبر مختلفة منها البيتافرون و الأفونيكس والريبيس و القوبقسون ، ولكنها جميعا تعتبر من عائلة ( الانترفيرون ) وافضل انواع هذه الابر هيالبيتافيرون اذا كانت الاصابة في بدايتها حيث تبين أنها علاج فعال ومناسب نصح به الأطباء في الاجتماع العالمي الذي شهدته العاصمة التشيكية براغ بمشاركة 4000 طبيب وباحث ، في أعمال المؤتمر الثالث والعشرين الدولي للجمعية الأوروبية ، لأبحاث وعلاج مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي ، والذي تستضيفه سنويا إحدى العواصم الأوروبية ، حيث أظهرت أحدث الدراسات البحثية المقدمة للمؤتمر، التي استغرقت 5 سنوات ، أن العلاج المبكر والمستمر للمرض باستخدام عقار 'البيتافيرون' يؤدي إلى نتائج مبشرة ويساهم في عدم تطور المرض .

لقطة تذكارية للأطباء خلال مؤتمر براغ الدولي للجمعية الأوربية


ويقول د. مارك س. فريدمان أستاذ الأمراض العصبية في جامعة أوتاوا والباحث في تجربة Be taferon أن هذه التجربة الرائدة وفرت للمجتمع الطبي أولى الدلائل الواضحة على أهمية العلاج المبكر عند ظهور أول أعراض المرض ، حتى يؤخر ظهور العجز ، وأضاف أن النتائج أوضحت أنه على مدى 3 سنوات من العلاج المبكر ببيتافيرون للمرضى الذين تظهر عليهم الأعراض لأول مرة أن هناك 40% من الانخفاض في معدل ظهور العجز ، وو 41% من الانخفاض في خطورة التطور الاكلينيكي للمرض مقارنة بالمرضى الذين تأخر البدء في علاجهم ، وأشارت الدراسات التي أجرتها شركة باير - شيرنج على 468 مريضا في 98 دولة أصيبوا بهذا المرض لأول مرة ، أن العلاج المبكر بعقار بيتافيرون للمرضى الذين ظهرت عليهم الاعراض لأول مرة على مدى ثلاث سنوات أدى الى خفض معدل ظهور العجز بنسبة 46 في المائة مقارنة بالمرضى الذين تأخروا في البدء بالعلاج .
وأضاف ان الدلائل الباثولوجية وتلك التي تظهر بالأشعة تشير إلى أن اشكال فقدان أنسجة المحور العصبي حدث مبكرا في دورة مرض التصلب المتعدد في الأعصاب
وتكون واضحة قبل التأكيد من إعراض المرض في المرضى الذين تظهر عليهم الإعراض الأولية لفقدان مادة المايلين ، مشيرا إلى أن إستراتيجية العلاج المبكر أصبحت مدعمة بصور أكيدة بواسطة ما عرف حديثاً عن الأعراض او الأحداث المبكرة للمرض ، حيث يحدث أولا تدمير في محور الخلية العصبية نتيجة للالتهابات المبكرة جداً في دورة المرض
التي تؤدي الى التراكم السريع والعجز العصبي .
كذلك اقرت لجنة المنتجات الطبية للاتحاد الأوروبي ان بيتافيرون هو علاج ناجح وفعال على مستوى العالم ، ويؤخر ظهور تطور العجز في مرضى التصلب اللويحي المتعدد للجهاز العصبي المركزي . وفي مداخلة له أثناء مشاركته في المؤتمر ، يقول د. فنكاتيسا ناجاراجان، استشاري الأمراض العصبية بمستشفى ابن سينا ممثل دولة الكويت خلال المؤتمر ، ان عدد المرضى المصابين بمرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي في الكويت قد زاد بعد حرب الخليج ، فأصبح عدد الحالات 13 حالة في الألف وربما يرجع ذلك الى عوامل متعددة منها : التدخين ، المواد الكيميائية ، التعرض للأبخرة السامة أو التلوث وقد أصبح المعدل الآن حالة أو حالتين في كل شهر ويمكن اكتشاف المرض من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي .
ويضيف قائلاً ان هذا المرض هو مرض مزمن ويؤكد انه إذا لم يتم العلاج مبكراً فان الأعراض تتضاعف وقد لا يستطيع المريض التحكم في أجهزة الجسم الحسية والحركية وبذلك فان احتمالية حدوث عجز تتزايد مع طول المدة التي يعانى فيها المريض من هذا المرض وقد تشمل الاعراض التعب والإرهاق ، ضعف الرؤية في احدى العينين أو كلتيهما ، ضعف احد الساقين أو كلتيهما، الإحساس بالتنميل في الوجه أو جذع الجسم، الدوخة، التأتأة في الكلام أو عدم التحكم في التبول .
وهناك أيضا أدوية اخرى إلا ان الأطباء ينصحون بعلاح البيتافيرون ، والمحافظة على ممارسة الرياضة ، فيشمل العلاج الطبيعي وأنواع مختلفة تستعمل في الدول الأوروبية مثل العلاج المائي والعلاج الطبيعي بوسائله المختلفة والاعتماد على الغذاء الطبيعي وأنواع من التأهيل النفسي والطبي لهؤلاء المرضى ومنع عوامل الاكتئاب ومحاربة الاعتقاد الخاطئ ان هؤلاء المرضى ليس لهم علاج حيث ان هذا المرض يحتاج الى المتابعة والاهتمام والعلاج الطبي الدوائي وغير الدوائي والعلاج الطبيعي لاعادة هؤلاء المرضى ليحيوا حياة طبيعية آمنة مليئة بالامل والحياة خصوصا أننا في الكويت مسلمين ونأمن بالبلاء ففي الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : 'إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء ، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط' [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] . وقوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) .
وقامت بزيارة الى مجموعة مرضى التصلب المنتشر حيث علمنا بتجمعهم مساء كل يوم احد في جمعية الهلال الأحمر الكويتي ، وبعد السلام والتعارف بدأنا بطرح الأسئلة عليهم ، فقالوا بأنهم يجتمعون لتبادل أطراف الحديث والإطمئنان على بعضهم البعض ، والبحث في آخر ماتوصل له العلم من علاج مرض ( MS ) وكشفوا لنا بأنهم خلال الفترة الحالية يعدون لإنشاء جمعية لمرضى التصلب المنتشر تهتم بشؤونهم مثل باقي الجمعيات الطبية ، بغية توفير متطلباتهم التي كفلها الدستور ، وأبرز تلك المتطلبات هو الاعتراف بالمرض ونشر توعية له في المجمتع حيث ان هناك اطباء لايعرفون عن المرض شيئا فماذا عن باقي أفراد المجتمع !؟ ، وطالبوا بانشاء مستشفى متخصص يعتني بهم يتضمن عيادات متخصصة وقسم للأشعة ومختبرات وعيادات للعلاج الطبيعي ومركزا للدراسات العلمية ، حيث ان تزايد الأعداد بدأ يصعب عملية اكتشاف المرض  مبكرا في الكويت ، فقد وصلت طوابير الانتظار لعمل أشعة الرنين المغاطيسي من ثلاث الى ستة أشهر وهي فترة طويلة من الممكن ان تعرض المريض الى انتكاسات خطيرة لاقدر الله ، كما طالب المرضى بفتح عيادة حوادث في مستشفى بن سينا وتوسعة الأجنحة وتوفير مكان لتلقي العلاج الطبيعي  ، وجلب أطباء من الخارج للكشف على الحالات المستعصية ، وارسال المرضى الى العلاج بالخارج  اسوة بالأمراض المزمنة الاخرى ، وخصوصا الى الدول المشهورة بالعلاج الطبيعي ، حيث أن غالبية مرضى التصلب المنتشر يعانون من ضعف في العضلات ومنهم مقعدين على الكراسي المتحركه ، وناشد مرضى ( ms ) وزارة الصحة بضرورة الاستعجال في نشر التوعية عن مرض التصلب المنتشر بالتنسيق مع وزارة الاعلام لأن ذلك سيساعد كثيرا على حل مشاكلهم  .

 

  

الآن - خاص

تعليقات

اكتب تعليقك