الإساءة للرسول (ص) ليست أمراً شخصياً.. برأي ذعار الرشيدي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 15, 2012, 8:14 م 946 مشاهدات 0
الأنباء
الحرف 29 / أميركا.. شخصي وصهيوني وموت السفير
ذعار الرشيدي
في أكتوبر 2004 وقع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قانون معاداة السامية والذي تم تعريفه في الأوساط السياسية الأميركية والأوروبية بأنه «قانون تعقب معاداة السامية» وبتوقيع القانون الذي أصبح نافذا منذ توقيعه يعتبر ملزما لجميع إدارات الولايات المتحدة ويستهدف هذا القانون بحسب فقراته أي سلوك أو تصريح أو تلميح بالقول أو الفعل أو الصورة أو الكاريكاتير أو الرسم أو الكتابة يمس اليهود أو الصهيونية أو إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر باعتباره تمييزا ضد اليهود. وعليه فإن كل من يخالف هذا القانون في أي بلد وليس في الولايات المتحدة الأميركية فقط تجب ملاحقته حتى تقديمه للقضاء.
****
قانون معاداة السامية وقبل التوقيع عليه أثار جدلا في الولايات المتحدة الأميركية، والآن ورغم مرور 8 سنوات على دخوله حيز التنفيذ إلا انه لم يتم تطبيقه بشكل حقيقي أو واضح أو ملموس في أي بلد من بلدان العالم، ولابد أن أشير إلى أن وزارة الخارجية الأميركية رفضت هذا القانون أثناء بحثه ورفعت تقريرا لمجلس الشيوخ تحذر فيه من تأثيرات مثل هذا القانون على مصداقية الولايات المتحدة الأميركية، خاصة فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان.
****
ليس لأحد أن يزايد علينا عندما تنتفض أمة نصرة لأي من رموزها، فما بالكم إن كان التعدي على ركن أساسي من معتقد أكثر من مليار و200 مليون شخص على يد شخص معتوه في بلد تلاحق حكومته كل من يتعرض للصهيونية، وترى أن الإساءة لنبي الإسلام الأكرم النبي صلى الله عليه وسلم هو عمل «أشخاص» لا يمثلون الحكومة الأميركية ولا شعبها.
****
نحن معكم فالفيلم لا يمثل أميركا، ولا علاقة له بشعبها ولا بحكومتها، ولكن أنتم أعزائي أبناء العم سام تلاحقوننا وتلاحقون حكوماتنا وأفراد شعوبنا وتدرجوننا في تقرير خارجيتكم السنوي في حال تم التعدي على أبناء صهيون أو الإسرائيليين، تقريركم السنوي ووفق (قانون تعقب معاداة السامية) يدعوكم للتحرك ضد كل فرد في العالم يشير باستهزاء مباشر أو غير مباشر لإسرائيل.
****
حسنا نحن لا نطلب أكثر من أن تنظروا بعين العدل والإنصاف لقانونكم وتصرف إدارتكم، الآن تم الاستهزاء وبشكل سافل على أهم معتقداتنا، وتم المس بمقام النبي صلى الله عليه وسلم وتصفون الأمر بأنه «شخصي»، لا يا سادة مثل هذا التصرف لا يمكن تصنيفه بأنه تصرف شخصي ولن يكون يوما كذلك، فلمَ يكون المساس ببني صهيون بأي شكل كان مجرما وفق قانونكم، والمساس بالمسلمين والطعن بأهم معتقداتهم أمراً شخصياً.
****
عامة ووفق آراء علمائنا لا يجوز المساس بأي من المبعوثين الديبلوماسيين والسفراء أو تخريب واقتحام السفارات الأميركية أو غيرها، وهو أمر يفرضه علينا ديننا الحنيف، وما حصل تجاوزات غير محسوبة لبعض الغاضبين، ونقدم خالص العزاء لأسرة السفير الأميركي في بنغازي، فلم يكن لما حدث في محيط السفارة أي داع أبدا.
****
توضيح الواضح: من أعظم هدي النبي صلى الله عليه وسلم مقابلة الإساءة بالإحسان، فلنتأسّ بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ونتعامل برقي وحضارة الإسلام، فليس المسلمون بقتلة السفراء ولا مخربين ولا فوضويين.
تعليقات