الحكومة مطالبة بتشديد العقوبة على من يهدد أرواح المستهلكين.. برأي المطرقة

زاوية الكتاب

كتب 734 مشاهدات 0


عالم اليوم

رأي الأمة  /  غياب الرقابة الحكومية على الواردات الخارجية

فواز ملفي المطرقة

 

جُبل الإنسان منذ بداية الخليقة على الميل إلى كل ما هو حلال مباح، والبعد عن كل ما هو حرام، يخالف الفطرة السليمة ويخالف الشرع الحنيف، ولا سيما فيما يخص المأكل والمشرب، ووضعت لذلك قاعدة عظيمة, وهي إباحة كل الطيبات وتحريم كل الخبائث, وصارت هذه القاعدة عامة في كل ما يؤكل أو يشرب, يقول الله تبارك وتعالى: &O4831;وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِث&O4830; سورة الأعراف :157.

وقال تعالى آمرا جميع البشر بأكل الطيبات على سبيل الإباحة: &O4831;يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلا طَيِّبا وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ&O4830; سورة البقرة :168.

وهكذا عاش أهل الكويت سنوات طويلة، غير أن هناك فيروسا قاتلا أصاب ضمائر بعض الناس، فقتل فيهم الحمية للدين والوطن، وأصبح همهم الأول والوحيد هو جني المال بكل سبيل كان، وهو ما تعاني منه البلاد في تلك الفترة أشد المعاناة.

وقد تجلت مظاهر هذا الفساد في عدة صور على أهمها قيام عدد من رجال الأعمال؛ لعب الشيطان برؤوسهم إلى استيراد كميات من الأغذية التي تحتوي على لحوم وشحوم الخنازير، وهي التي حرم الله أكلها من فوق سبع سموات فقال تعالى: &O4831;حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ&O4830; سورة المائدة:3.

وقد قامت الأجهزة المعنية بضبط هذه الأغذية وإغلاق مخازنها وإحالة أصحاب تلك الشركات إلى النيابة العامة التي تباشر التحقيق في تلك القضية هذه الأيام، لكن ما يلفت الانتباه ويثير الحزن في النفس هو وصول كميات من تلك المواد إلى المستهلكين، وإنني اتساءل ...

كيف دخلت هذه الشحنات إلى البلاد؟! وكيف تم الإفراج الجمركي عنها؟!. هل هانت الكويت وأبناؤها على تلك الفئة إلى هذا الحد؟!. هل ضاعت من نفوس تلك الفئة معاني العفة وبغض الحرام؟!  وإذا كنت لا أنتظر الإجابة فهي معروفة وواضحة وضوح الشمس ...! فإن ذلك يدفعني إلى الحديث عن جانب آخر من جوانب تلك القضية، وهو استهانة هذه الفئة بالقانون، وضياع هيبته وهيبة الكويت في نفوس هذه الشرذمة التي أساءت إلى نفسها وإلى الكويت بصفة عامة.

فلو أن القوانين رادعة والجزاءات التي تقع في حق هؤلاء المجرمين كافية؛ لأصبحوا عبرة لمن تسول له نفسه اللعب بصحة أهل الكويت.

لذلك فالحكومة مطالبة باتخاذ عدة إجراءات حتى تضمن سلامة ما يرد إلينا من أغذية، ومن أول وأهم تلك الإجراءات أن يتم تحديد وحصر الدول التي يتم الاستيراد منها والتي تتوافر فيها الصفات التي تضمن كون هذه اللحوم حلالا وأن ذبحها تم وفق الشريعة الإسلامية فليس كل ما كتب عليه “لحم حلال” أصبح حلالا، وأهم ما يلزم تحديد وحصر هذه الدول أن الدول التي تأتي منها اللحوم إذا كانت من أهل كتاب فإن اللحوم التي تأتي منها مباحة؛ إلا أن يُظن أنها ذُكّيت بطريقة غير شرعية، وإن كان يغلب عليها اللائكيون أو المجوس ونحوهم فإن اللحوم التي ترد منها ميتة؛ إلا أن يعلم أنها ذكيت بطريقة شرعية وتولى ذبحها مسلمون أو كتابيون.

كذلك فالحكومة مطالبة بسن القوانين التي من شأنها تشديد العقوبة على جميع من يخالف الأنظمة واللوائح ويهدد سلامة أرواح المستهلكين، كما يجب أن توضع القوانين التي تخول لجهة التنفيذ معاقبة التاجر أشد عقاب إذا حاول ادخال مواد غذائية فاسدة أو ممزوجة بلحوم أو شحوم محرمة.

صورة أخرى من تلك الصور التي فقد فيها عدد من المستوردين معاني العفة والشرف هي استيراد أصناف عديدة من الملابس من دول مختلفة تحمل فوقها العديد من العبارات التي تخالف تعاليم الشريعة الغراء، فمنها ما يحمل عبارات فجة مثيرة للغرائز، خادشة للحياء ومنها ما يحمل صورا لشخصيات عُرفت بعداء الإسلام والمسلمين، ومنها ما يحمل صورا لشخصيات غاصت إلى شعورها في الفساد، وكأن تلك الملابس أدوات متحركة فوق أجساد أبناء المسلمين للدعاية لتلك الشخصيات الفاسدة، وهو ما يجب أن يعاقب عليه القانون الكويتي فنحن في دولة مسلمة تستقي قوانينها من شرع الله وسنة رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم.

صورة ثالثة أشد وأخطر من تلك الصور فقد اعتاد أهل الغرب في الفترة الأخيرة على إهانة الذات الإلهية، وإهانة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم – حيث قامت عدة شركات أجنبية يعادي أصحابها الإسلام والمسلمين بتصنيع أحذية وقد وضعوا لفظ الجلالة، واسم الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – في نعال هذه الأحذية، وهو ما يجب أن تتم مقاطعته وعدم استيراده وإدخاله البلاد، فلا شك في أن المتاجرين بها يرتكبون وزرا عظيما.

حمى الله الكويت واهلها من كل مكروه ... والله الموفق ...

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك