كلنا مخطئون فمتى نبدأ حركة التصحيح؟!.. سامي المانع متسائلاً
زاوية الكتابكتب سبتمبر 12, 2012, 11:36 م 1242 مشاهدات 0
الكويتية
كلنا مخطئون.. وأولنا السلطة
د. سامي عبد العزيز المانع
كلنا مخطئون.. وثيابنا ملطخة، ولا ريشة على رأس أحد، وليس هناك أحد منزّل من السماء. وبعد كل ما نعيشه من تشرذم وفوضى وعسر هضم وضياع وطني، هل يجرؤ أحد على أن يدعي أن الوحي ينزل عليه كل ليلة عند التهجد؟ إن كان نعم فليطل علينا برأسه!
نريد أن نقول إن الجميع أخطأ ويخطئ، وهذا الجميع لديه أتباع، وهم أيضا مخطئون، لأنهم تبع في الحق والباطل، ويصفقون لرموزهم في القول الحسن والقبيح. وحتى من يفاخر ببعده عن السياسة هو مخطئ لأنه سلبي، وعند صندوق الاقتراع يجهد نفسه للتصويت لابن عمه أو ابن عائلته أو طائفته.
كلنا مخطئون
فعلى مستوى الطوائف، الطائفتان سقطتا في الامتحان الحقيقي، و«مفيش حد أحسن من حد»، فهذه غرقت في بحر «البحرين»، وتلك غرقت في بحر «سوريا»، والبحرين وسوريا تسببتا في إغراق الكويت بوحل الطائفية، وأصبحنا نعاني هشاشة عظام، حيث صرنا نعرف إن كان هذا سنيا أم شيعيا من الملصقات التي على زجاج السيارة الخلفي، فإن كانت الملصقة «يا قائم آل محمد» فهو شيعي، وإن كانت «لا تسبوا أصحابي» فهو سني.
وعلى مستوى السلطات، فالحكومة «ما تدري وين الله قاطها»، والمجلس بأعضائه وتياراته السياسية يعتقدون أن الديمقراطية والتطور عبارة عن صندوق انتخابات فقط، وجلهم يتحرك وفق نظرية «الرجوع»، وما أحلى الرجوع إلى الكرسي، بل وحتى السلطة القضائية دخلت دائرة الصراع، إما طواعية وإما قسرا، وهي ليست ببعيدة عن العثرات.
كلنا مخطئون
شيوخ وشعب، شيوخ فرطوا في الهيبة بأفعالهم غير المسؤولة على مدار السنين، وليس هناك مؤشر على أنهم سيعقلون أو أنه سيأتي يوم يتعلمون من أخطائهم، أو حتى يشعرون بأنهم «الرأس»، إن صلح صلح الجسد كله، وإن فسد «رحنا وطي».
أما الشعب فهو مغلوب على أمره، وجد نفسه جزءا من بنيان متهالك يسمى نظاما سياسيا، الكلمة الأقوى فيه لسلطة لا تؤمن بدستور أو ديمقراطية، ولا تعي كيفية إدارة دولة.
كلنا مخطئون
و«اللي كان... كان»، والسؤال متى نبدأ حركة التصحيح؟، حتى لا يضيع الوطن، ولا أزعم أن جميع مشكلاتنا ستحل أو أننا سنصل إلى الحلول المثالية، والحياة ستصبح سعيدة، بل إن المهمة الآن عنوانها «إنقاذ» وبعض استقرار، ومن ثم التفكير في الحلول إن وجدت الرغبة الصادقة، والوقت ليس في مصلحتنا يا سادة!
تعليقات