لسنا دولة فاشلة.. ذعار الرشيدي مؤكداً
زاوية الكتابكتب سبتمبر 11, 2012, 10:19 م 754 مشاهدات 0
الأنباء
الحرف 29 / بلدُ.. لا يعرف كيف ينجح!
ذعار الرشيدي
أصدرت مجلة «السياسة الخارجية» تقريرا صنفتنا فيه اننا نعتبر ثالث الدول الخليجية على قائمة الفشل، والحقيقة اننا لسنا دولة فاشلة ولم نكن يوما كذلك، ولكن كل ما هنالك اننا دولة.. لا تعرف كيف تنجح.
لدينا جميع الإمكانيات المادية والبشرية التي يمكن أن تجعلنا دولة الرقم الصعب، بل الأصعب في المنطقة، ونحن كذلك فعلا، ولكن وبسبب الصراعات السياسية المستمرة منذ عقدين ونحن أسرى للتوقف، كل شيء متوقف.
نحن لسنا دولة فاشلة لأننا أصلا لم نقدم على أي تجربة مفصلية حيوية حقيقية منذ 20 عاماً، ولأننا لم نجرب أصلا، ومتوقفون عن العمل، فلا يمكن الحكم علينا بالفشل، لذا نحن دولة لا تعرف كيف تنجح.
لدينا كل شيء، بل ان الحظ يبتسم لبلدنا دون بقية دول خلق الله، إذن نحن دولة غنية ومحظوظة، ولكننا لم نفعل شيئا بعد، لم نبن مصنعا، ولم نبن مدينة طبية، ولدينا مدينة جامعية لاتزال حبرا على ورق منذ أن أصدر مرسوم بشأنها قبل 8 سنوات، نحن لم نفعل شيئا يمكن ان يحكم علينا به بالفشل لأننا أصلا لم نتحرك منذ 20 عاما، فكل شيء معطل تماما، والبركة في الصراعات السياسية التي أوقفت كل شيء.
وحتى لا أفهم خطأ، أقول إن توقف عجلة التنمية ليس بسبب الاستجوابات ولا حراك المعارضة، بل بمشاركة الجميع، الكل، الحكومة، والسلطة، والشعب نفسه الذي انقسم واصطف بعض أفراده طائفيا وسياسيا وقبليا، نحن لم نجرب أن نفعل شيئا لبلدنا، انتصرنا هناك لشيخ، وهناك ثارت ثائرتنا لمذهب، ومرة ثالثة هاجمنا شيخا، ورابعة ثارت حميتنا القبلية، وفي مرة خامسة رأينا ان الفئوية هي سلاحنا ضد الآخر، وهكذا صراعات مجانية رخيصة يشعلها أشخاص أرخص من ثمن عود ثقاب مستخدم، وندخل الدائرة والدوامة السياسية التي لا تنتهي ولم نفعل شيئا لبلدنا الذي توقفت كل عجلات التنمية فيه، وطارت الـ 37 مليارا ولم نر شيئا، وقبلها طارت بل تبخرت مليارات ربما لم نسمع عنها، والصراع السياسي لايزال مستمرا.
الغريب في الأمر ان صراعنا السياسي الطويل جدا جدا لم ينتصر فيه أحد، أعني لم يخرج علينا أحد بعد أي معركة من معاركه التي لا تنتهي ومللنا من عدها وأعلن انتصاره.
توضيح الواضح: نعم.. لسنا دولة فاشلة.. ولكننا دولة لم تعرف كيف تنجح.. أو انها لا تريد أن تنجح.
تعليقات