الجاسم لأعضاء جبهة حماية الدستور: إما ننجح فنستمر وإما نفشل فنبتعد!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 10, 2012, 9:52 م 928 مشاهدات 0
الكويتية
الميزان / إقرار وتعهد
محمد عبد القادر الجاسم
تأسيس الجبهة الوطنية لحماية الدستور يعتبر حدثا مميزا، بلا شك، في إطار الحراك السياسي الشعبي في الكويت، وهو خطوة مستحقة جاءت متأخرة كثيرا. وبالطبع، فإن الأهمية لا تكمن في مجرد تأسيس الجبهة بل في نوعية العمل الذي يمكن أن تقوم به، والإضافة التي يمكن لها أن تضيفها إلى العمل السياسي.
ولقد تشرفت بتزكية أعضاء الجبهة لي مع زملاء أعزاء لتولي المهام التنفيذية للجبهة، وهي مسؤولية كبيرة وثقيلة بلا شك. ولا أخفي عليكم أنني كنت مترددا في الموافقة على قبول التزكية، بل أنني أعلنت اعتذاري، إلا أنني لم أتمكن في النهاية من الإفلات من التزكية الجماعية.
في مقالي هذا أريد توجيه رسالة إلى زملائي وأصدقائي أعضاء الهيئة التنفيذية للجبهة الوطنية، ومع أنني أستطيع توجيه رسالتي إليهم مباشرة وبشكل خاص، إلا أنني آثرت أن أخاطبهم علنا بغرض التزامي العلني بما سأقول. لقد شهدت الساحة السياسية الكويتية تأسيس العديد من التنظيمات السياسية والتحالفات والائتلافات ومختلف التكوينات، ومع الأسف فإن حاصل تجاربنا في هذا الصدد غير مشجع، إذ سرعان ما يتفكك الالتزام ويتحول الكيان إلى مجرد لافتة تصدر باسمها بيانات في المناسبات، وسرعان ما يفقد العمل الجماعي زخمه، ويفقد الأعضاء حماسهم، بل سرعان ما يتحول الكيان الجديد إلى مجرد نسخة مكررة لكيان سابق. بالنسبة لي لا أستطيع القبول بهذا المصير للجبهة الوطنية، لذلك فإنني أعلن في هذا المقال أنه ما لم أتمكن من تقديم مساهمة نوعية مميزة في العمل السياسي الشعبي في حدود أهداف الجبهة الوطنية وإمكانياتها، فإنني لن أستمر لمجرد الاستمرار.. لقد تمت تزكيتي مع الزملاء أعضاء الهيئة التنفيذية ليس تكريما لنا، بل تكليفا بالعمل، وهو عمل يفترض أن يكون شاقا ومنتجا، فإذا ما شعرت بأن عمل الهيئة التنفيذية سيكون مجرد إصدار بيانات أو إذا انتابته أمراض التنظيمات السياسية الكويتية المعتادة، أو إذا شعرت بأنني غير قادر على أداء المهمة لأي سبب من الأسباب، فإنني سوف أسارع إلى الابتعاد، فأنا لا أريد أن يكون تأسيس الجبهة الوطنية مجرد «حدث إعلامي»، بل أريده أن يكون وسيلة فعالة لتحقيق الأهداف التي تبناها كل من وقع على إعلان تأسيس الجبهة. إن تحقيق تلك الأهداف يتطلب الاستعداد للتضحية والمثابرة والذهن المتقد، والالتزام الجاد، مع رؤية واضحة، ولا مكان للمجاملات والحلول الوسط.. فإما ننجح فنستمر وإما نفشل فنبتعد.
تعليقات