مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مشروع عندما يكون واجبنا حماية الوطن ،، برأي فاطمة الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 1159 مشاهدات 0

د.فاطمة الشايجي

غايتنا حماية الوطن
كتبت منذ فترة مقالة بعنوان »مكيافللي يطلب مقابلة الأمير« ليشرح له أن الفئة الضالة لا ينفع معها التسامح وأن القوة يجب أن تكون مسطرة في يد الأمير منعا للفوضى، ليأمن الوطن والمواطن العادي. ومن التعليقات التي استغربت لها اتهامي بأني اعتنق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وبالصدفة أيضا طرح أحد الأصدقاء لي في »الفيس بوك« سؤالا هو:هل الغاية تبرر الوسيلة، وهل يمكن لنا استخدام هذا المبدأ متى شئنا؟ وفي نفس الموضوع كانت هناك مداخلة جميلة من صديقة أيضا نصها... »أكبر ألم بخصوص الغاية تبرر الوسيلة عندما يكون التغني بالوطن وسيله لتبرير الغايات«.
يجب علينا أن نعرف أن من قال ان الغاية تبرر الوسيلة كان يقصد ان الغاية هي حماية الوطن، الا أن ما يحدث الآن هو ليس التغني بالوطن فقط لتبرير الغايات، بل أصبحوا يتغنون بالانسان لتبرير هدم الوطن ونحن هنا لا نجدهم يتبعون مبدأ الغاية تبرر الوسيلة بل يتخذون من المصلحة الخاصة مبدأ لهم، فهم فوق كل اعتبار وليس الوطن. هم يؤمنون جداً بمقولة لكل زمان رجال ودولة ويؤمنون أن الرجال تسبق الدولة ولكن هذه المقولة انتهت صلاحيتها فنحن في زمن الديمقراطية التي تفترض أن اختيار الرجال يأتي من الشعب أولا وليس فرضا عليه. كما أننا تحت راية قوانين دوليةوقوى عظمى تحدد من هم الرجال الأكفاء الذين يحملون الدولة على أكتافهم. مداخلة كهذه هي رسالة الى هؤلاء أن الشعب الكويتي على علم بألاعيبهم، وهو قادر على حماية الوطن أكثر منهم.
لقد اتهمت بأني من أصحاب الغاية تبرر الوسيلة عندما قلت يجب تطبيق القوة على كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن من خلال الأكاذيب وبث الاشاعات المغرضة، ونشر الفتنة، والتطاول على رموز البلد. ومن اتهمني يتضح لي أن غايته تختلف عن غاية الشعب الكويتي أجمع، فالكويتيون وكذلك المقيمون لا يتمنون للكويت هذا البلد المعطاء الدمار أو الهلاك، الا أن الفئة الضالة غايتها ليس حماية الوطن والتضحية من أجله بل غايتها أفراد بعينهم والتضحية بالوطن من أجلهم. ولأنهم لا يهتمون بالوطن فأمنه ليس هو الغاية الأولى بالنسبة لهم، ولأنهم لا يعرفون مفهوم الوطن وأن له حدودا يجب الحفاظ عليها، وسياسة خاصة يتبعها. لذلك نجدهم يقحمون أنفسهم في أمور ليست من اختصاص الشعب أو أخلاقياته، فتدخلهم بسياسات الدول الأخرى، والتهديد والتطاول على الدول الشقيقة والصديقة والتلفظ بألفاظ لا أخلاقية ليست من أخلاق الشعب الكويتي، وليست هي سياسة الكويت. ان الغرض واضح فاقحام الوطن بمشكلات مع الدول الأخرى هي المخرج الوحيد والسياسة الباقية لهم ليحققوا غاياتهم.
أما الاجابة عن التساؤل الذي طرحه الصديق وهو: اذا كان يمكن لنا أن نستخدم مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فاننا نقول ان هذا المبدأ مشروع عندما يكون من واجبنا حماية الوطن، ففي هذه الحالة نتخذ الوسيلة التي تتناسب مع الظروف لحماية الوطن التي هي غاية كل انسان شريف على أرض الكويت الغالية.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك