الصبر عنوان العرب

زاوية الكتاب

كتب 1121 مشاهدات 0


من أجمل ما قرأت وتركت صدى في داخلي انه ونقلا عن روايه تحكي أن أحد العلماء الحكماء خرج مع ابنه الصغير ليعرفه على الجبال الشاهقه ووعرة الطقس وجمال الطبيعه وحلاوة المنظر ونقاء الهواء بعيداعن المدينة وضجيجها وتلوثها وهمومها , سار الأب برفقة طفله الفرح المتشوق الذي يدوس على خضر الطبيعه ونزلا في وادي عميق تحيط به الجبال الجميلة الخضراء  من كل ناحية وصوب . استقبلته الوادي بفرح .وامر الجبل ليفتح جناحاه حاملا عليل الهواء وباسطا الفيء معتذرا من الشمس . هنالك زائر قد اتى .ركض الطفل من شدة الفرح فوقع على الأرض , صرخ من شدة الالم .فإذا به يسمع من طرف الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل. انزعج الوادي وانقض الجبل على الحجر الذي عقر الطفل فأوجعه فغمره بالتراب الى ما لا نهاية عقابا له  ,انزعج الطفل من هذا التحدي وكان يعتقد ان هنالك ممن يتهكم عليه , فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب فصاح غاضباً: أنت جبان! فجاءه الصدى من خلف الوادي . انت جبان .اطلق الطفل العنان لغضبه وبدأ بالشتم , فلم يعد الصدى قادرا على الرد . اعتقد الولد انه فاز في معركته . وانه تغلب في السلوك على خصمه . نسي انه على ارض من يشتم .احترم الصدى براءة الطفل ولم يرد بالشتيمة لا لانه لا يريد الرد بل لان الصدى يجيب على الشتيمة الواحدة بالواحدة . وبعد هذا العراق والشتم تدخل الحكيم واعتذر من الصدى ليعتذر منه واثنى على الصدى ليثني عليه . تفاجىء الطفل وقال للأب كيف يحترمك ولم يحترمني . فأجابه الحكيم . هذه عبرتك في الحياة . فبقدر ما تحترم الناس يحترمونك وتبادرهم بالقول . يبادرونك . إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها .الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيركوقال صالح (ع) : و نصحت لكم و لكن لا تحبون الناصح. ان النصيحة هيالمعاونة و التنبيه عن الغفلة و الارشاد عن الهفوة و تعليم من جهلوا و التحذير ممن يريد السوءوالنصيحة شفقوانها مرة لا يقبلها الا ذوي العزم اما الجاهل والهوائي و ناقص العقل والغاوي فينطبق عليهم قول الامام علي لا تكونن ممن لا تنفعه الموعظة الا اذا بالغت في ايلامه -- فان العاقل يتعظ بالادب . فكم نحتاج في مجتماعتنا الى واعظ . كم نحتاج الى من يمد يد العون ليظهر لنا عيوبنا التي ورثناها . ونورثها . او نتغنى بها . العالم تغير ويجب ان نتعظ لان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك . وان اللبيب من الأشارة يفهم .  بقلم المستشار القانوني الدكتور محمود ملحم

بقلم: د. محمود ملحم

تعليقات

اكتب تعليقك