لا احد في الخليج يريد الضرر بالشعب الايراني.. هذا ما يراه العيسى
زاوية الكتابكتب سبتمبر 10, 2012, 12:11 ص 1243 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / التشدد الإيراني تجاه الخليج
د. شملان يوسف العيسى
قطعت وزارة الخارجية الايرانية الطريق على أي صيغة للحل فيما يتعلق بالجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها منذ عام 1971 سواء من خلال المفاوضات الثنائية أو التحكيم الدولي.. حيث صرح مسؤول في الخارجية الايرانية – رامين مهمان باراست – «ان الجزر الثلاث هي جزء لا يتجزأ من الاراضي الايرانية وستظل كذلك الى الابد». جاءت التصريحات الايرانية السريعة كرد فعل على الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في جدة في الاسبوع الماضي والذي اصدر بياناً يؤكد فيه رفض استمرار احتلال طهران للجزر الثلاث في مياه الخليج.. بيان دول التعاون ليس بجديد لكن لماذا التشدد الايراني تجاه الخليج اليوم؟ وما الاسباب والدوافع وراء هذا التشدد؟
هناك اسباب كثيرة ومن اهمها اشتداد الحصار الدولي على ايران حيث ساهمت دول الخليج في هذا الحصار التزاما بالقرارات الدولية وهذا الموقف لا يرضي ايران.. الاضطرابات وتزايد العنف في سورية.. الدولة الحليفة لايران دفعت طهران للدعوة الى مؤتمر عدم الانحياز املا في فك الحصار الدولي عن سورية وكانت طهران تأمل ان تقف مصر والدول العربية معها في محنة النظام السوري فالايرانيون كانوا يأملون بتطبيع العلاقات مع مصر بعد رحيل مبارك لكن خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في مؤتمر طهران لدول عدم الانحياز لم يعجب القيادة الايرانية لان الرئيس خيب آمال ايران بادانته للنظام السوري ودعمه لثورة الشعب السوري كما ان اعلان الرئيس المصري بان مصر تعمل لاستعادة مكانتها ودورها عربيا واقليميا ودوليا يضع حدًّا لطموحات ايران بالتوسع في الوطن العربي والخليج. الايرانيون اخطأوا في تقييمهم ورؤيتهم للمشهد العربي بعد ثورات الربيع العربي، حيث كانوا يتصورون ان هذه الثورات ستكون نموذجاً مأخوذاً من الثورة الاسلامية في ايران، بمعنى التركيز على الجانب الديني بعيدا عن السياسة، الآن ايران ترى بعد احداث سورية ان هناك كتلة سنية جديدة متصاعدة يمكن ان تهدد مصالح ايران الحيوية المتمددة في كل من سورية والعراق وغزة ولبنان.
بوادر الانفراج السياسي في البحرين والسعودية ازاء الشيعة تضعف اوراق الضغط الايرانية في الخليج فاعلان الانفتاح السياسي والاقتصادي في المنطقة الشرقية في السعودية وبدء مشاريع اقتصادية كبرى واعلان خادم الحرمين عن الحوار السني – الشيعي اغلق الابواب امام التدخل الايراني. في البحرين بدأت بوادر البدء في مشاريع اقتصادية جديدة بدعم من الصندوق الكويتي يقدر المبلغ المرصود بأكثر من 2.5 مليار دينار كويتي.
لم يبق لايران أي حليف في المنطقة سوى سورية وهو نظام على وشك السقوط، وهذا بالتبعية يقلص دور حزب الله في لبنان ولن يبقى لايران أي نفوذ الا في العراق الذي يحاول اليوم استعادة عافيته.
ان كشف ايران عن تطوير صاروخ قصير المدى اكثر دقة ومحرك بحري اكثر قوة ومنظومة شاهد لتصويب الاتجاه في الملاحة البحرية هو تهديد مبطن لدول الخليج والتواجد الغربي في المنطقة.
نأمل ان يسود العقل والمنطق والمصالح المشتركة لغة الحوار الايرانية بدلا من التهديد والتدخل في السياسات الداخلية لدول الخليج، لا احد في الخليج يريد الضرر بالشعب الايراني الصديق ولا نريد ان نرى عشرات بل مئات الآلاف من المواطنين الايرانيين البسطاء يفقدون مصدر رزقهم ومعيشتهم في الخليج، علاقتنا بالشعب الايراني الطيب طويلة وتاريخية ولا نريد هذه العلاقة ان تتأثر بالسياسات والمواقف المتغيرة في المنطقة.
تعليقات