سوريا 'بيضة القبان' لمعادلة الشرق الأوسط الجديد.. بنظر عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب سبتمبر 9, 2012, 10:26 م 916 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف / خارطة جديدة لشرق أوسط قديم
د. عبد المحسن يوسف جمال
تبدو منطقة الشرق الأوسط ذات حراك سياسي متواصل، وان المتغيرات السياسية فيها لن تقف عند حد معين، بعد ان أصبح حراكها دوليا تدخلت فيه الدول العظمى بكل قوتها.
ودخول الصين لأول مرة بهذه القوة، وفي تحدٍّ واضح للولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، ووقوفها بكل ثبات مع روسيا واستخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ثلاث مرات، كل ذلك يعد سابقة سياسية لا بد من دراستها. ثم ارسالها بواخر عسكرية إلى الموانئ السورية، التي تشهد حراكاً، يعتبر امتداداً «غير متوقف» للحراك العربي.
لم يعد التهديد العربي من خلال «النفط» و«الاستثمارات»، وهما سلاحان قويان، لم يعد ذا قيمة في «الاستراتيجية» الجديدة، التي بدأت ترسمها الصين وروسيا لمنطقة الشرق الأوسط، منطقة «النفوذ الأميركي والأوروبي».
من خلال التقارير السياسية الدولية أصبحت سوريا هي «بيضة القبان» لمعادلة الشرق الأوسط الجديد، وأصبح الصراع عليها بين محورين متنافسين، وأصبح وقوده هم «العرب» - كالعادة - وجعل سوريا تنسي العرب فلسطين التي أصبحت هامشية في هذه الصراعات الجديدة، لدرجة ان بعض العرب سحبوا سفراءهم من سوريا، بدلاً من سحبهم من إسرائيل في موازنة جديدة أخذت تغير أولويات الصراع في الشرق الأوسط، حيث أصبح العداء العربي - العربي أكثر أهمية من الصراع العربي - الإسرائيلي، في مقاربة غير مسبوقة في الصراع العربي - الصهيوني، على مدى العقود الستة السابقة!
ومع تواتر الدراسات الاستراتيجية الغربية عن توقع تغيرات سياسية ستحدث في أغلب الدول العربية، تكشَّف ان هناك سيناريو لايجاد اتفاقية «سايكس - بيكو» جديدة، تحاول ان تغير المنطقة العربية الى واقع جديد، تبين ان «العرب» هم آخر من يستطيع ان يؤثر فيها!
لذا، فان دخول الصين كلاعب جديد مع روسيا قد يعدل في رسم الخارطة الجديدة، خصوصا ان الولايات المتحدة وأوروبا أبدتا استعدادا مبدئياً للتعاون مع الصين، ليس حبا فيها، وتبادل الغنائم معها، ولكن اضطرارا الى حاجتهما الى السيولة النقدية الصينية، التي أصبحت ترهق ميزان المدفوعات الأميركي وتجعل الإدارة الأميركية القادمة تتفاوض مع الصين وروسيا على العرب، فيكون «سايكس - بيكو» الانكليزي والفرنسي القديمان، «سايكس - بيكو» صيني - أميركي جديداً، خاصة بعد تجدُّد موقف تركيا لتصبح مرة اخرى رجل الشرق الأوسط المريض، الذي تتم كل المفاوضات من وراء ظهره، وعلى حسابه السياسي.
تعليقات