نصرة الإنسانية ليست فقط في سوريا وتركيا وغزة وإنما في تيماء أيضاً!

زاوية الكتاب

كتب 1313 مشاهدات 0


الكويتية

مندهشة  /  الطبطبائي.. أحترمك.. ولكن!!

عواطف العلوي

 

طالعتنا الأخبار بصور للنائب السابق وليد الطبطبائي وهو في الأراضي السورية، مشاركا الثوار تظاهرة حاشدة في جمعة حمص المحاصرة لرفع معنوياتهم، حيث وقف خطيبا يهنئهم بتحرير إدلب ويبشرهم بالنصر القريب على الطاغية، ليكون بذلك أول نائب عربي يشارك بتظاهرة داخل سوريا، وذلك بعد قضائه أيامًا على الحدود التركية - السورية لتوزيع المساعدات على اللاجئين السوريين في المخيمات هناك بمعية د. الفاضل جمعان الحربش.
ربما لا أتفق مع السيد الطبطبائي في كثير من الأمور، ولي ملاحظات عديدة على أدائه النيابي، ولا تقنعني كثير من حركاته (الاستعراضية)، لكنه يظل -شئنا أم أبينا- رمزا كويتيا شامخا من رموز النزاهة، وفارسا يجهر بالحق ويذود عنه لا يخاف فيه لومة لائم، هو سيد (حقيقي) سليل بيت النبوة، وشهدت له مواقفه إبان الغزو العراقي وأنفاق فلسطين وسفينة الحرية والثورة السورية ضاربا بها المثل أقوى معاني الشجاعة، التي قد تكون بمنظور الكثيرين.. مجرد تهور ورعونة، بينما أعتبره عملا بطوليا ليس بوسع أحد التقليل من قيمته، وأيضًا منسجمًا مع مبادئه التي جُبِل عليها وعرفناه بها، وأرفض الحملات التي شنها بعضهم عليه ليشككوا بنواياه ويَسِمونه بحب الإعلام والـ(الترزّز) أمام الكاميرات، فحب الشهرة مهما بلغ في الإنسان لا يدفعه للإلقاء بنفسه إلى التهلكة..!
ولكن لي ملاحظة هنا، ربما لا تخص النائب وليد الطبطبائي وحده، بل كل النواب الذين سخّروا حناجرهم ووقتهم وجهودهم لنصرة المظلومين في كل «زنقة» على سطح الأرض، وكل سكة في العالم، وكل درب تبانة في الفضاء، ونسوا -أو تناسوا- أن بين ظهرانيهم ولا يبعدون عنهم إلا بضعة كيلومترات أناسًا يشخصون أبصارهم ويقلبون وجوههم بحثا عن صاحب ضمير وإنسانية ومروءة يفزع لهم ويدافع عنهم ويعيد إليهم حقوقهم المسلوبة، وأقصد البدون الكويتيين!
بكل تأكيد لا وجه للمقارنة بين ما يعانيه أهلنا في سوريا من مواجهة للموت بقسوته الحقيقية واغتصاب وتنكيل وتشريد وحرق لقلوب الآباء والأمهات على أبنائهم وأطفالهم الشهداء، ومرارتهم وهم يرون التخاذل العربي والإسلامي والدولي حولهم، فلا يملكون إلا أن يصيحوا ليل نهار «ما لنا غيرك يا الله!»، وبين معاناة البدون هنا، وإن بلغت ما بلغت من تحطيم للنفوس والكرامات والأحلام!
ولكن علينا ألا ننسى أن أصل ثورتهم في سوريا كان بسبب الظلم والذل والقهر الذي عانوه! وهذا ما يحتاج منا للوقوف عنده والتأمل، فهل نساهم في درء الظلم هناك ونغمض أعيننا عنه هنا؟!
هل تلك المشاهد التي رأيناها من إذلال وضرب للبدون بالمطاعات والمياه الحارة والقنابل الدخانية والمسيلة للدموع من قبل القوات الخاصة فقط لأنهم أرادوا التعبير سلميا عن معاناتهم ومطالبهم، لأنهم أطلقوا صيحة ألم تقول: يا ناس نحن أيضا بشر مثلكم.. ألا تروننا؟! هل تلك المشاهد لا تستفز مشاعركم وضمائركم يا نوابنا؟!
نصرة الإنسانية والكرامة المسحوقة يا نوابنا الأعزاء ليست فقط في سوريا وتركيا وغزة، فهلّا أدرتم وجوهكم تجاه تيماء.. وتكرمتم عليها باليسير من حماسكم..!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك