هل لبيتي دستور؟!

زاوية الكتاب

كتب 1710 مشاهدات 0


لدستور في اللغة مصطلح فارسي الأصل وهو مكون من كلمتان(الأولى : دست بمعنى القاعدة ،  الثانية : وَر بمعنى صاحب)

فهي المادة التي من خلالها تستوح الأنظمة والقوانين التي تسير عليها الدولة لحل القضايا بأنواعها.

فالدستور هو قانون البلاد وهو يحدد نظام الحكم في الدولة واختصاصات سلطاتها الثلاث ( التشريعية – التنفيذية – القضائية ) وتلتزم به كل القوانين الأدنى مرتبة في الهرم التشريعي .

فالقانون يجب أن يكون متوخيا للقواعد الدستورية وكذلك اللوائح يجب أن تلتزم بالقانون الأعلى منها مرتبة إذا ما كان القانون نفسه متوخيا القواعد الدستورية.

وفي عبارة واحدة تكون القوانين واللوائح غير شرعية إذا خالفت قاعدة دستورية واردة في الوثيقة الدستورية.

و لذلك كان أجدادنا من منطلق ثقافتهم الراقية في فن احترام الآخرين من جيرانهم أو ذويهم كانوا لا  يدخلون إلى بيت قبل طرق الباب مستأذنين الدخول قائلين دستوركم يا أهل البيت ، بمعنى هل قاعدتكم تسمح لنا بالدخول فيكون الرد إما بإيجاب أو الاعتذار بسبب أن هذه الزيارة في هذا التوقيت تخالف نظام البيت الموثق في لائحة العمل الداخلية بالدستور .

بعد هذه المقدمة هل أنا مؤهل لوضع دستور بيتي مع زوجتي وتحديد الصلاحيات والمهام و المسؤوليات لأكون دولة صغيرة ناجحة داخل دولة الكويت الراقية حيث أنني أعتبر بأسرتي الصغيرة واحدة من نواة هذا المجتمع التي تسهم بنجاحاته و تتأثر بالتغيرات التي تحدث فيه ، لذلك يجب أن أكون مؤهل لقيادة دولتي الجديدة كأمير و زوجتي همي أميرة العرش فتشاركني المشورة عن طريق توزيع المهام .

فالحكم لنا بأمر الله بالعصمة لقدرتنا على التأني بأخذ القرارات المصيرية و المال لهم فتجدهم خير من يشتري وله القدرة على التميز بكل ما هو راقي من احتياجات الدولة المالية و تنمية مقدراتها و الادخار و بذلك أكون قد حققت القاعدة الأولى في دستور بيتي ودولتي و تليها توزيع المهام فلكل دولة مستشارين لهم القدرة على تحليل الوضع وفك الأزمات ولهم تأثير كبير في نجاح الدولة ، فهم والدي و والدا زوجتي و ذلك لا يكون بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية لدولتي فأنا لا أقبل شريك معي في الحكم غير زوجتي وهو حق منحناه من قبل الله عز وجل ولكن كما قال لنا الله عز وجل (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ (سورة الشورى: آية 38‏) كما قيل في الكلام المأثور ( ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ) .

فاليوم في بداية زواجي و أنا جالس بقرب زوجتي وقبل التكلم بتفاصيل حفل الزفاف أنظم معها شؤون الدولة و أقيدها مكتوبة بالاتفاق ونوقع عليها كما نوقع على عقد الزواج لنعلن قيام دولة جديدة ناجحة ونقسم عمل الوزارات بما يتناسب مع مهاراتنا الفردية والجماعية وذلك لأنه بعد بضعة أشهر سوف نعيد  صياغة الدستور بما يتناسب و ظروف المرحلة الجديدة و قدوم أطفالي الأعزاء ، متفادياً بذلك حصول ثورة ربيع عربي و إمارة دستورية .

مع تقييمنا للفترة السابقة و وضع الخطة المستقبلية مستفيداً من الأخطاء السابقة ، فبعد ولادة الأمير أو الأميرة  و عند بعد بلوغهم لسن السبعة من عمرهم سوف أعلنهم وزراء لما يتميزون به من قدرات فردية و هوايات ، فأعمل على تطوير مهاراتهم ليكون منهم وزيرة السياحة والسفر و وزيرة الإعلام  وغيرهم .

أعزائي لنكن واقعيين الأجيال السابقة كانت تتميز بتحمل المسؤولية لأن الأجداد أشركوا الأبناء معهم ، بمسؤوليات الحياة اليومية ولو من غير تنظيم بالفطرة ، فأبنائنا اليوم لا يقدرون على حل واجب المدرسة لأن ميري الخدامة تعودت أن تحله لهم أو بعد عودتنا من العمل لنقص لهم الصور و لصقها في الدفتر ، فباتت الوسيلة هي الهدف وليست الغاية .

فل نكن دولة سعيدة لديها خطة إستراتيجية لسنة و لخمس سنوات و لعشر سنوات ونقيم كل مرحلة من عمرنا ومن خطتنا و ليس هنالك من مانع لو أعدنا كتابة الدستور بمشاركة أفراد الدولة حيث أنهم سيكونون كلهم من نفس الجنسية واللغة والدين و لو اختلفت ميولهم فبالنهاية الدستور صناعة إنسانية لتنظيم الدولة و ليس تنزيل من السماء كالقرآن .

فأنا الحاكم بأمر الله أعدل بينهم و أقدر إبداعهم ، من المهم لا تكون دولتي غارقة في الديون وفي كل يوم ترفع شكوى التقصير من الحاكم و المحكوم و الشريكة لمحكمة العدل الدولي مما يجبرنا لطلب تمويل خارجي لسد نفقات المحكمة .

فلا تنشب الحرب الإعلامية الباردة وتتحول لصراع من أجل إعادة ضم أفراد دولتي إلى دول الجوار ، فاليوم أبنائي عندي و غداً عند أميرتي الهاربة من جحيم حكمي الطاغي بانفرادية الرأي لقوله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ (سورة آل عمران: آية 159‏) .

والآن لدي دولة راقية أنا أميرها و أنتم لكم دساتيركم التي تنظم دولكم فنساهم جميعاً في تنمية بلادنا العزيزة .

محمد حميد القلاف

بقلم: محمد حميد القلاف

تعليقات

اكتب تعليقك