لو اجتمعت الانس والجن فلن يعدلوا مادة واحدة في الدستور دون موافقة الأمير!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 5, 2012, 12:01 ص 1786 مشاهدات 0
الوطن
فيض المشاعر / دار أبي سفيان
مبارك صنيدح
لاشك ان من يتصدى للريادة والمبادرة لرسم مسيرة الاصلاح السياسي والدستوري لابد له من مشاركة جميع الفرقاء على اختلاف الوان طيفهم السياسي ومذاهبهم ومشاربهم والتعالي عن الخصومة والمناكفة السياسية فلا يمكن لاحد ان يقصي الاخر أو ان يمارس دوره في الاصلاح السياسي دون مشاركة الاخر.. وليس هناك (دار أبي سفيان) من دخلها فهو آمن وخارجها مغضوب عليه وموسوم بالكفر السياسي لانه من أغلق عليه داره فهو آمن وليس بحاجة الى (دار أبي سفيان(.
ان المشروع السياسي للاصلاح لايمكن له ان يخطو خطوة واحدة دون مبادرة لمؤتمر لحوار وطني تشارك فيه جميع القوى والكتل السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والاتحادات الطلابية والنقابات المهنية والخبرات السياسية والقانونية والسياسية تلتقي على قواطع مشتركة وعلى حد أدنى للتفاهم وعلى مراحل متدرجة لاصلاحات دستورية تكون منسجمة مع توافق مجتمعي ورغبة اميرية.. حيث انه لايمكن لاحد ان يتفرد بالقرار الاصلاحي بمعزل عن الاخر مهما علا صوته وفرض سطوته ولو اجتمعت الانس والجن على صعيد واحد لن تستطيع تعديل مادة واحدة في الدستور دون موافقة سمو الامير كما حددها الدستور.
ولذلك كي تحقق الرغبة الاميرية للاصلاحات الدستورية يجب ان يكون هناك توافق مجتمعي بعيد عن الصراع السياسي ولغة الاستقواء ولي الذراع والخروج من (دار ابي سفيان) الى دار الكويت التي تشمل الجميع بجميع طوائفهم وعوائلهم وقبائلهم واحزابهم وكتلهم.. يجتمع فيها الاضداد وتضع أسلحتها ومتارسها وتلتقي على حب الوطن والخروج من نفق سياسي ومتاهة سياسية استمرت 50 سنة.
وبالتالي أي مبادرات اصلاحية دستورية بمعزل عن مكونات المجتمع الاخرى مصيرها الفشل وعبارة عن بيع للوهم لطموحات شباب واعد ينشد الاصلاح وقلبه وعينه على جراح الوطن.. وليس هناك مجال للشعارات واللافتات والعناوين الاصلاحية تصطدم بجدار دستوري، معروف لدى الجميع خطوات التعديل الدستوري التي يجب اتباعها.. وليس هناك من مخرج للازمة السياسية دون المبادرة لمؤتمر حوار وطني بمشاركة الجميع يرسم خطواته لمستقبل سياسي ننعم فيه بالاستقرار السياسي ويحقق أماني التنمية.
تعليقات