عواطف العلوي تخشى أن يأتي يوماً تجبر فيه المعلمات على تناول حبوب منع الحمل
زاوية الكتابكتب سبتمبر 4, 2012, 11:37 م 804 مشاهدات 0
الكويتية
مندهشة / القرار 'الفلتة' رقم 1 بعد المليون.. لـ'التربية'!
عواطف العلوي
اعتدنا بداية كل عام دراسي على صرعات وزارة الغرائب والعجائب، (وزارة التربية)، وهنا أقصد «صرعات» بمعناها الفعلي، يصرعك أي يطرحك أرضا أو يصيبك بالصرع، وآخرها ما خرجت به علينا وكيل الوزارة بالإنابة السيدة مريم الوتيد، وتحت ذريعة تحقيق الشفافية وحفظ التربويين وحمايتهم هم وأبناؤهم، بحظر وجود أبناء العاملين بمدارس التعليم العام بنفس المدرسة مع أولياء أمورهم..!
الحمد لله.. الحمد لله.. وأخيرا استطعنا الاستدلال على حجر العثرة الذي كان يعيق التنمية، ويحول دون تطور النظام التعليمي لدينا في الكويت، وسبب تخلفنا التعليمي وتردي مناهجنا وسوء مخرجات التعليم وضعف المهارات الكتابية والرياضية والعلمية لدى الطالب، وسبب انزلاقنا إلى حافة قائمة الدول المتطورة تعليميا. نعم، إنه يا سادة وجود الطالب مع ولي أمره في المدرسة نفسها!
ياااااه ما بغينا..!
وأنا يا جماعة كل هذه المدة -ومن غبائي- كنت أظن أن التخلف سببه عدم وجود كوادر مؤهلة فنيا وتربويا وأكاديميا في الوزارة لإدارة دفة العملية التعليمية في بلادنا
والارتقاء بها..!
هل تعلمون ما هي مشكلتنا في الكويت؟ بسبب علاقاتنا الاجتماعية المتشابكة وتغلغل المجاملات في عميق تعاملاتنا، نحن مستعدون لظلم شريحة عريضة من الناس، فقط لأننا لا نجرؤ على لجم المسيء منهم، لأننا أجبن من أن نواجه شخصا بعينه، فنعاقب الجميع لنريح رؤوسنا من صداع العتاب و(الشرهة) منه ومن جماعته!
ووزارة التربية ليست استثناء من تلك المنظومة المختلة، فبدلا من إصدار قرار تُسنّ فيه عقوبات صارمة تجاه المعلم أو المدير الذي يخون الأمانة ويحابي طالبًا على حساب آخر، آثرت السلامة والبعد عن «وجع الدماغ»، وعاقبت كل المعلمين والمعلمات وأبناءهم بقرار ارتجالي غير مدروس، ضمن سلسلة التخبط الذي تربك الوزارة بها الإدارات المدرسية والميزانيات المخطط لها في هذا الوقت الحرج من بداية العام الدراسي، كالعادة، ضاربة عرض الحائط بكل العواقب التربوية والنفسية، بل والقانونية، التي تترتب على مثل تلك القرارات الخرقاء..!
نعم، لا أنكر وجود تجاوزات في المدارس، ووجود من يستغل منصبه من المعلمين أو المديرين بتمييز أبنائهم الموجودين معهم في المدرسة نفسها عن بقية الطلبة، وربما السماح لهم بالغش أو الحصول على أسئلة الاختبارات، أو التجاوز عنهم في حالة التأخير والخروج بغير المواعيد المحددة من الفصل، هذا وارد جدا، والمعلمون ليسوا ملائكة، بل بشر يخطئون، لكن الحل هو بردع المتجاوز وإقصائه من التعليم، لعدم أهليته له، ما دام بتلك الأخلاق السيئة، وليس بتعميم العقاب على الجميع، فـ «لا تزر وازرة وزر أخرى»..!
ترقبوا معي الفوضى العارمة والعواصف الهائجة التي ستحل بالمدارس مع أول يوم مدرسي، بسبب قرارات النقل التعسفية تلك للمعلمين وأبنائهم..!
أخشى ما أخشاه أن يأتي يوم تسن فيه «التربية» قرارا بإجبار المعلمات على تناول حبوب منع الحمل، بحجة أن إجازات الوضع تربك الجداول المدرسية.. ولا أستبعد..!
بالمناسبة دكتور نايف.. طبّاعكم يحتاج إلى دورة في الإملاء، «الهمزة» في القرار إياه تستغيث..!
تعليقات