مشكلتنا في الذين يبيعون الحشيش علنا ويحاربون تعاطيه.. جعفر رجب مستنكراً
زاوية الكتابكتب سبتمبر 4, 2012, 12:19 ص 1012 مشاهدات 0
الراي
تحت الحزام / شنو يعني
جعفر رجب
«الجميلون والجميلات» خارج صندوق المؤسسات الاعلامية كثيرون، مبدعون، يتميزون بحرية التفكير، يمارسون ابداعهم بطريقة عفوية، لا تلزمهم الحدود ولا ينتظرون رأي الرقيب، ويتفوقون على الكثير من الاسماء الرنانة!
مجموعة «شنو يعني» في «اليوتيوب» مثال على الابداع الحر خارج المؤسسات، وخارج القيم التقليدية للاعلام، قد نختلف معهم، قد يعتبرهم البعض «جليلين الحيا»، لا اخلاقيين، و قد يراهم البعض مبدعين، يكشفون امراضنا بكل خفة دم، ولكنهم في النهاية طرحوا انفسهم كرقم جميل في مساحة الابداع بطريقتهم الخاصة.
قالوا «شنو يعني» وانت تردد مثلهم «شنو يعني»، كل هذه الفوضى والمشاكل والازمات والامراض في بلد لا يتجاوز المليون نسمة!
«شنو يعني» انه كل ما تم تمثيل مسرحية جميلة تنتقد الواقع مثل مسرحية «وبعدين» للزميل بدر محارب، تتهم بالطائفية ويشتم ويهدد، الكاتب والممثلون، من افراد لم يشاهدوا المسرحية!
«شنو يعني» انه كلما تعرض نائب او مسؤول للنقد، لابد ان تتحرك الالة العنصرية والفئوية والعنصرية للدفاع عن هذا الشخص، وكأنه ممثل عن القبيلة او الطائفة وليس ممثلا عن فساده وكذبه ودجله عن الناس، يتستر المفسدون خلف عباءات الطائفية والقبيلة والفئوية، ويجدون دائما «فداوية» يدافعون عن افعالهم واقوالهم، بدافع جاهلية انصر اخاك ظالما ومظلوما!
«شنو يعني» ان يكون لدينا رعاة للاخلاق ووكلاء له، يقيمون الابداع الانساني، ويمنعون أي نقد اجتماعي حفاظا على صورة المجتمع النقية من كل مرض، وهم خير من يمارسون الفساد الاخلاقي والسياسي!
«شنو يعني» وجود رقيب في الاعلام مهمته منع الكتب من التداول في عصر الاعلام المفتوح، الا اذا كانت مهمته ومهمة رؤسائه، ارضاء بعض العقليات المنتفخة تخلفا!
«شنو يعني» انه بدلا من ان نقف مع الشباب وندعم ابداعهم مهما اختلفنا معهم، نقف امامهم ونشحذ اسلحتنا العنصرية البغيضة «هذا الممثل بدون، وذلك فلسطيني، والآخر هندي...» رغم اننا نتابع المشاهد حتى نهايتها، ونستمتع، ونضحك، ونبكي، وفي النهاية نشتمهم ونسخر من جنسياتهم!
«شنو يعني» ان تشاهد حلقات «شنو يعني» في «اليوتيوب» والتي تحاول كشف بعض امراضنا، ثم تكتشف ان كمية الامراض في التعليقات العنصرية عليها، تتجاوز بأضعاف ما مثلوا عنه!
شبكات التواصل الاجتماعي، ليست سببا في العنصرية والطائفية، انما كشفت واقعا مخزيا يعيشه مجتمعنا «المثالي» وكشفت هشاشة القيم الاجتماعية، وكشفت عن مرض عنصري، وطائفي، وفئوي لايمكن ان تعالج الا عن طريق الاسرة... ولكن هيهات، كيف يمكن لاسرة عنصرية وطائفية ان تقول لولدها «ماكو فرق بين الناس»، هذه جملة دخيلة على القاموس الكويتي الذي يربي ولده على انتقاء اصدقائه منذ الصغر وفقا للطائفة والقبيلة والعرق وحتى الحساب البنكي!
مشكلتنا في ادعياء النفاق الاجتماعي والديني، الذين يبيعون الحشيش علنا، ويحاربون تعاطيه!
تعليقات