إصلاح مجلس الأمة يجب أن يبدأ من الشعب.. هكذا يعتقد المُلا

زاوية الكتاب

كتب 1268 مشاهدات 0


الشاهد

طلاق ساحة الإرادة

محمد أحمد المُلا

 

كانت التجمعات الإسلامية أو بالأحرى أصحاب أهل العلم والدين في السابق يهتمون بنشر الدين وببناء المساجد ومساعدة المحتاجين، وبعد ظهور فكر الإخوان في الجزيرة وفي مصر تحول الاهتمام من الفكر الدعوي إلى المشاركة السياسية في أنظمة الحكم، لذلك نشاهد أن معظم أصحاب اللحى السياسية استغلوا الدين للوصول إلى المناصب السياسية، وخاصة الكراسي القريبة من الحكم أما في الكويت صار الاهتمام الأول كرسي مجلس الأمة، ونتيجة ضعف القرار السياسي في الكويت وطبيعة المجتمع الكويتي المحافظ استطاعت تلك التيارات الإسلامية المسيسة فرض وجودها ليدخل على الخط تجار السياسة وتجار الفساد وتجار التأزيم ليمدوهم بالأموال ويفتحوا لهم وسائلهم الإعلامية لنشر فكرهم، مقابل الحفاظ على فساد هؤلاء التجار، لذلك نشاهد النائب الهامور التجاري قريباً منهم بالخفاء والذي عطاياه مفتوحة لهم دائماً وذلك بغرض أن تغلق الأفواه، والملاحظ في العمل السياسي الكويتي أن دائماً السلف التجاري قريب من تجار الوطني ومن غرفة الشاهبندرية، والسؤال: ما الذي جمع المال السياسي والدين غير المصالح الخاصة التي تؤدي إلى التلف؟ والسبب الرئيسي لفشل الإخوان في إدارة ساحة الإرادة أن أقنعتهم سقطت وانكشف المقصود من تلك التجمعات، والذي ادعى بعض منهم أنها للإصلاح لتكشف الحقيقة بأن الهدف الحقيقي وراء ذلك هو جمع الكراسي والسيطرة على القرار السياسي وليس علاج جروح الوطن والمواطنين، لذلك سقطت الوثيقة والتجمعات وطلق الشعب الكويتي كل الشعارات والتيارات السياسية بالثلاث لأنها تيارات صاحبة مصالح، هذا السقوط سببه الطمع، سببه عدم الاخلاص، سببه اننا تركنا الكبار واصحاب الموائد يلعبون بهذا الوطن دون اصلاح حقيقي.
إصلاح مجلس الأمة يجب أن يبدأ من الشعب لاختيار نواب مخلصين له ويحاسبهم، أما إذا اعتقدت الحكومة ومن يدورون في فلكها ومستشاروها أنهم بذلك يستطيعون حرق دستور الشعب أو إيقاف مواده التي تحاسب بها الحكومة ووزراؤها سينتفض الشعب انتفاضة حقيقية للحفاظ على مكتسباته، وهنا سوف يصدح بقوة مطالباً بوقف فساد بعض الشيوخ، وفساد التجار والنواب، وقد يحرق البلد إذا استمر هذا الوضع أن يسمح للكلاب من أصحاب المصالح أن يسرقوا الفرحة نتيجة أن ساحة الإرادة سقطت، ولكن دستور الشعب الكويتي لن يسقط ولو تآمر عليه كل أصحاب الهوى والفساد لأنه دستور شعب الكويت الحي العاشق للحرية.
وهذا يذكرني بالحكمة: لا تتعجب من عصفور يهرب وأنت تقترب منه وفي كفك طعام له، فالطيور عكس بعض البشر تؤمن أن الحرية أغلى من الخبز.
لقد سقطت ساحة الإرادة لأن البعض ممن هم في ساحة الإرادة هدفهم الكرسي والمال، ولنكون صريحين مع أنفسنا أنه اذا استمر اهدار الكرامات وتطبيق مبدأ توزيع الثروات على أصحاب تجار السياسة ممن هم على شاكلة هوامير الثانية وطوائف الأولى وتيارات الثالثة واتباع الرابعة والخامسة وخاصة ذاك الذي كان يرفع شعارات المعارضة ليستلم أرضاً مساحتها 2000متر ويبنون بيته ببلاش وديوانيته مقابل ذلك أنه يرمي كل ما قاله في الزبالة هذه الأمثلة دليل على حجم الفساد والمال السياسي.
وفي النهاية يجب أن يكون الإصلاح حقيقياً وأن تكون هناك انجازات على أرض الواقع، وأن يكون لنا رئيس صاحب قرار، ووزراء من أصحاب المرجلة، واختيار مسؤولين يعرفون معنى الإخلاص في العمل وأن تكون أحكامنا القضائية منصفة للفقير قبل الغني، وإلا فسوف نسقط في الهاوية.
والله يصلح الحال إذا كان أصلاً في حال.
والحافظ الله ياكويت.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك