د. بسام الشطي يوجه نصائح للشباب
زاوية الكتابكتب أغسطس 29, 2012, 4:44 ص 973 مشاهدات 0
همسة في آذان الشباب
كتب د. بسام الشطي
شبابنا أنتم رجال طيبون عشتم في حقبة بديعة جاءت بعد شقاء وكبد وتعب وهذه ثمرة جهود سابقة وصبر وحكمة أجدادنا الذين تحملوا شغف وصعوبة العيش حتى وصلت الأمور إلى ماهي عليه.
انعكس الخير عليكم لأن الآباء لا يريدون أن يرونكم إلا في أبهى حلل الصحة والسعادة والعافية واظهار نعمة الله عليكم، والدولة تتعامل مع الجميع بتوفير كل سبل الراحة من رعاية تعليمية وصحية واجتماعية متميزة وعالية الجودة وبالمجان!
لا توجد ضرائب ولا توجد اعتقالات ليلية جائرة ولا يوجد منع لممارسة شعائر الدين ولا توجد مضايقات بل أمن وأمان واهتمام بكل أفراد المجتمع ومثالها القريب مع الحوطي المختطف في لبنان، وهناك نتوقف قليلا لنشكر الحكومة واهتمامها الكبير وجهودها المضنية في تحرير ابن الكويت من أيدي الخطف والإجرام وتكللت الجهود بالنجاح في اسرع وقت ممكن، والتهنئة لأسرة الحوطي ونسأل الله ان يسلّم الجميع من أيادي الإجرام.
شبابنا طيبون وراقون في التعامل وألمس فيكم الصدق والشجاعة وحب الدين والغيرة وحب الوطن وسرعة التأثر والتفاعل.
شبابنا تنقصكم الخبرة في ردود الافعال، وكيفية ومراحل انكار المنكر، وانزال الناس منازلهم، وخطوات الشجاعة الثابتة في القول والعمل، والتحقق من الخبر، والنزول عند حكمة العلماء والمصلحين وتوجيهات الآباء.
شبابنا لو سألناكم عددوا لنا ما تمتاز به الكويت عن دول الخليج وعن الدول العربية والاسلامية بل حتى عن الدول الأوروبية وأميركا، ولو طلبنا منكم ان تعددوا لنا ماهي السلبيات التي ترونها؟ وهل ممكن مجاوزتها وتعديلها وبأي أسلوب؟ وهل سرتم في تلك الخطوات والتدرج أم لا؟
من الذين يؤثرون عليكم في اتخاذ قراراتك هل وسائل الإعلام أم الاصدقاء أم القبيلة ثم العائلة والعشيرة أم الاتجاهات الدينية أم الطائفية؟! شبابنا لو أنهم تأملوا في لغة الاحصائيات ولديهم معرفة في الاسباب والنتائج ولو سألوا العلماء والمصلحين ومن يكبرهم سنا ولو تأملوا في السيرة وبالدليل القاطع والبرهان الساطع، لتغيرت كثير من ردود افعالهم.
فمثلا الآن خلال تجمعكم في ساحة الارادة هل أعجبكم الوضع من سباب وشتائم وتجريح وكلام مجرد وخال من لغة الارقام والادلة؟ وهل مطالبهم هي مطالبكم؟ وهل هذه المطالب ستحل مشاكلنا؟ وهل ما يصلح في الغرب يصلح لنا؟ فالآن هم يطالبون بالأحزاب: والله عز وجل تكلم عن حزبين لا ثالث لهما اما حزب الله أو حزب الشيطان، والحزب يقسم الشعب وسيكون لديه برنامج تعادي وتوالي من اجله، والحزب سيجردك من أي تفكير لأنه ستكون هناك بيعة وقد يصل إلى سدة الحزب اقلهم فهما وادراكا ثم عليك ان تؤيد ولو لم تقتنع!! ثم لن يصلح الاكثر كفاءة لا بل اكثرهم عددا وتحزبا! «ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا» وغيرها من السلبيات، ولو كانت خيرا لسبقتنا إليها الأمم الناجحة في حياتها!
ثم المطالبة بحكومة منتخبة وقد رأينا الوزراء الشعبيين أو صلوا أناسا ليسوا بكفاءة ولا تنطبق عليهم الشروط وملؤوا الوزراء بكم هائل! مازالت المشكلة قائمة حتى اصبح في كل مكتب فوق المئة شخص وهو لايحتاج إلا إلى أربعة أو أقل، ثم امتلأت المحاكم من المظلومين الذين أوقفوهم ظلما وزورا وقدموا عليهم الانتماءات والمصالح، وربطوا ألسنة النواب من نقدهم لأنهم وفّوا لهم مطالبهم كاملة غير منقوصة! أفلا تتدبرون.
ثم يريدون الحكم! ولما خرج الحكم ببطلان المجلس وهذا خطأ تتحمله الحكومة- ولكن ليس علينا إلا السمع والطاعة ومحاسبة الحكومة لهذا التلاعب والجهل غير مقبول ولكن ليس بالمواجهات وتوغير الصدور وإذكاء نار الفتن واشغال الجهاز الامني بمثل هذه المواجهات ثم هل تسمحون ان كل من يخرج ضده حكما ويراه غير صحيح أن يخرج مثل العمالة والبدون والوافدين ويعطلوا المصالح أو الفئات الطائفية الأخرى! أم هي حلال لكم وحرام على غيركم.
وهل تعتقد من يحركك ليس له مصلحة آنية أو مستقبلية وهل تعتقد انه هو النزيه والشريف والمصلح! راجع تاريخه وماذا قدم وماهي التجاوزات التي قام بها؟ فالامر لم يعد سريا وليس تشكيكيا وليس شاملا الجميع ولكن ارجع إلى نفسك واتخذ القرار بنفسك الذي يتفق مع دينك وليس مع شخصك أو تعاطفا مع احد!!
تعليقات